حوار الجزيرة مع وزيرة خارجية الكيان الصهيوني

تسيبي ليفني: -المعتدلون هم الذين يعرفون طريقة وحيدة هي المفاوضات والحوارات التي نقوم بها.
-الطريقة الوحيدة لإيقاف هذا الأمر هو خلق تفاهم، أن تقوم حماس بوقف استهداف إسرائيل وتغيير الوضع على الأرض ووقف اختراق الأسلحة..

أجرت قناة الجزيرة القطرية لقاء مع وزيرة خارجية الكيان الصهيوني “تسيبي ليفني” حول الأحداث الراهنة في غزة المغتصبة، في اليوم الثالث من الهجمة التي شنتها الآلة العسكرية الصهيونية ضد قطاع غزة (29 دجنبر 2008م)، ونظرا لما تضمنه الحوار من دلالات قوية عن تواطؤ العدو الصهيوني مع علمانيي فلسطين في الحصار والهجمة العسكرية على القطاع ننشر أهم ما جاء فيه من تصريحات تمثل أجوبة صريحة لهذا التواطؤ العربي الصهيوني، من أجل وأد المقاومة الفلسطينية التي تمثلها حركة حماس.
وهذا ما عبرت عنه الوزيرة بقولها: “إن إسرائيل تقوم بهذا العمل ضد حماس وليس ضد الناس في غزة”، كما وصفت الأصدقاء بقولها: “ولكن المعتدلين الذين يعرفون الطريقة الوحيدة هي المفاوضات والحوارات التي نقوم بها الآن”، وقالت أيضا: “ونحن نريد أن نتعامل مع هؤلاء الذين يريدون العيش في المنطقة بسلام ويؤمنون بإرساء دولتين لشعبين كنتيجة وحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أولئك الذين يريدون أن يعيشوا بسلام يريدون أن يواجهوا تحدي الإرهاب والتطرف، حماس تمثل الإرهاب والتطرف والحرب”، ولمزيد بيان نسوق نص الحوار:

مراســل الجزيرة: قلتم في أكثر من مناسبة وأكثر من مقابلة أنكم تريدون تغيير الواقع في غزة، بهذه الطريقة تعتقدون فعلا أن الواقع سيتغير؟
وزيرة الخارجية: نحن نحاول أن نغير الوضع في الجنوب من إسرائيل ونحاول أن نقدم السلام في ظروف أحسن لمواطنينا، وللقيام بذلك يجب علينا أن نقوم بهذه العملية العسكرية ضد حماس في قطاع غزة.
إن إسرائيل تقوم بهذا العمل ضد حماس وليس ضد الناس في غزة، وذلك لتغيير الوضع في الجزء الجنوبي من إسرائيل الذي يعاني من الصواريخ على نحو يومي، ذلك لأن حماس تسيطر على قطاع غزة، وليست قابلة بحقنا في أن نعيش في هذه المنطقة.
مراســل الجزيرة: ولكن ألا تخشون أي يكرس هذا الواقع بفعل العملية العسكرية نتيجة لازدياد التعاطف الشعبي فلسطينيا وعربيا مع قطاع غزة مع حركة حماس تحديدا، وبالتالي تفشل العملية العسكرية الإسرائيلية على غرار ما فشلت في حرب تموز (يوليوز) لبنان عام 2006م.
وزيرة الخارجية: أنا أشعر بالتعاطف مع الشعب الفلسطيني وليس اتجاه حماس. علينا أن نفهم بأن إسرائيل قررت بأن تعمل مع الفلسطينيين من أجل إقامة دولة فلسطين تشمل قطاع غزة والضفة الغربية.
لقد قررنا أيضا في خلال مؤتمر “أنا بوليس” أن نعمل مع حكومة فلسطينية شرعية ونحن نقوم بذلك، ولكن للقيام بذلك نحن أيضا بحاجة بأن نتصرف ضد التطرف والعنف والإرهاب.
إن حماس لا تمثل التطلعات الوطنية للفلسطينيين، إنما تمثل أجنده إسلامية متطرفة تتحدث فقط عن الكراهية والحث على الكراهية والإرهاب وهذا أمر يجب علينا نحن جميعا أن نغيره..
مراســل الجزيرة: لكن لم تهبط حركة حماس على الفلسطينيين بالمظلة. حركة حماس دخلت في البرلمان عن طريق صناديق الاقتراع وهذه الانتخابات التي جرت شهد العالم على نزاهتها وبعملية ديمقراطية.
وزيرة الخارجية: في قطاع غزة كان هناك انقلاب وحماس سيطرت على قطاع غزة بالقوة. والآن ليس هناك مجال لهذا النوع من الأعمال في أي نظام ديمقراطي مهما كان شكله، وحسب الديمقراطية الإسرائيلية فإن العالم الحر لا يقبل أبدا بالمنظمات الإرهابية، التي لا تسمح بوجود الآخرين بسلام. وهي إذن تسعى إلى إضاعة النظام للحصول على السلطة وفكرتي هو أن لا أتدخل في الوضع الداخلي للفلسطينيين، أنا فقط أريد أن أقدم حياة كريمة لي والسلام للفلسطينيين. لقد غادرت إسرائيل قطاع غزة وقررنا ذلك. وقمنا أيضا بتفكيك المستوطنات وذلك بخلق رؤية لفكرة السلام لكل الفلسطينيين.
مراســل الجزيرة: وهل الحياة الكريمة للإسرائيليين تكون على حساب دماء الفلسطينيين ودماء الأطفال والنساء والشيوخ وممتلكاتهم وتدميرهم وترويعهم كما نشاهد يوميا من قطاع غزة عبر كل وسائل الإعلام؟
وزيرة الخارجية: نحن نريد أن نعيش بسلام وأن يعيش الشعب الفلسطيني أيضا بسلام في هذه المنطقة، وكما قلت سابقا إننا غادرنا قطاع غزة ولا نريد أن نسيطر على حياة الفلسطينيين. والأمر الوحيد الذي نريده أن نعيش في سلام. ولسوء الحظ فإن حماس سيطرت على قطاع غزة واختطفته وهي تستهدف إسرائيل لذلك فإسرائيل تحاول أن تجنب أي تضحيات مدنية ونحن نستهدف مناطق مناطق حماس وممثليهم وكذلك النشطاء في حماس وفي نهاية المطاف فإن حماس تقوم بسوء استخدام الدعم الشعبي في قطاع غزة.
مراســل الجزيرة: لكن، وهل الجامعة الإسلامية والمساجد في غزة ومركز الأنوروا والمنازل المدنية، وتشريد الأطفال الذين نشاهدهم يوميا يقتلون..” وحتى التنديد الدولي كل ذلك يمكن اعتباره أنكم فقط تستهدفون قوة حركة حماس.
وزيرة الخارجية: عندما تقرر “إسرائيل” مهاجمة بلد بيننا قبل ذلك نرسل رسالة إلى كافة المواطنين القاطنين هناك أن يغادروا هذا المكان. هذا ما قمنا به قبل بدء هذه العملية في غزة. .
مراســل الجزيرة: هل أبلغتم أطرافا عربية مسبقا بالعملية العسكرية وبموعد هذه العملية العسكرية؟ خصوصا وأنك كنت في مصر قبل من تمام أربعين ساعة من بدء العملية العسكرية على غزة.
وزيرة الخارجية: إسرائيل قررت أن تتحمل مسؤوليتها بشن حرب لسلامة مواطنيها وأن تتصرف ضد الإرهاب، وأنا لم أطلب الإذن ببدء هذه العمليات العسكرية ولكن أريد أن أقول ما يلي:
– إن هذه أهم رسالة إلى العالمين الإسلامي والعربي بأسرهما نحن كافة لدينا ذات المصالح، ونحن نريد أن نتعامل مع هؤلاء الذين يريدون العيش في المنطقة بسلام، ويؤمنون بإرساء دولتين لشعبين كنتيجة وحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أولئك الذين يريدون أن يعيشوا بسلام، يريدون أن يواجهوا تحدي الإرهاب والتطرف، حماس تمثل الإرهاب والتطرف والحرب.
– ومن الناحية الأخرى لدينا هذا.. المعسكر من هؤلاء الذين يؤمنون بالسلام ويريدون أيضا إرساء رؤية دولتين، ونحن يمكن أن نحصل في العالم العربي أولئك القادة الذين يعرفون أن حماس تمثل فقط الكراهية والإرهاب.
مراســل الجزيرة: لكني سألتك بوضوح، قلت أنك لم تأخذي إذنا من أحد ولكن سألتك هل هناك علم من قبل أطراف عربية. ما موقف الأطراف التي التقيتموها وكنتم تتحدثون أمامها عن عملية عسكرية، وكما يقول وزير الخارجية المصري إنه حاول نهي إسرائيل عن هذه العملية ولكنكم لم تقتنعوا بذلك. ما هو موقف هذه الدول؟
وزيرة الخارجية: لقد دعوت كافة القادة العرب بأن إسرائيل تعمل مع الحكومة الفلسطينية الشرعية لخلق دولة فلسطينية كاستجابة لتطلعات الفلسطينيين أولئك الذين يعرفون أن هذا النوع من الكراهية التي تنشره حماس داخل الأراضي الفلسطينية وعبر العالم العربي لن يؤدي بهذه المنطقة إلى حياة مسالمة فهم بحاجة أن يكونوا جزءا من مواجهة تحديات حماس والتطرف، ..دعونا نعمل مع الحكومة الفلسطينية الشرعية. إن الأعداء ليس هم الفلسطينيين ..عدونا كافة هو حماس وإيران وحزب الله، أولئك الذين يحاولون أن يمنعونا من حقنا ونحن نحاول كافة أن نعيش في سلام في هذه المنطقة.
مراســل الجزيرة: قلتِ في أكثر من مناسبة تريدون بذلك أن تخدموا المعتدلين وأنتم تقدمون لهم خدمة بهذه الأعمال هل طلب منكم المعتدلون العرب ذلك؟

وزيرة الخارجية: أبدا لكن أولئك الذين هم في الوطن العربي ولكن المعتدلين الذين يعرفون الطريقة الوحيدة هي المفاوضات والحوار التي نقوم بها الآن.
كلهم عليهم أن يفهموا، آمل أن يفهموا بأن السبب الوحيد وراء هجومنا على غزة هو أننا يتم استهدافنا. وأن حماس ليست مستعدة أن تعيش بسلام معنا وأن حماس تحاول أن تستغل حقيقة أننا غادرنا قطاع غزة.
مراســل الجزيرة: ..يقول المندوب السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة أن تلك العملية العسكرية مدعومة من أطراف عربية هل هذا صحيح؟
وزيرة الخارجية: إسرائيل تتصرف من أجل الدفاع عن مواطنيها. إننا لا نتصرف نيابة عن أي طرف في المنطقة. لكنني أعرف بأن ما أقوم به يمثل مصلحة العالم الحر، وأولئك الذين يؤمنون بحل دولتين لشعبين، وأولئك الذين يعرفون بأن كل هذه العناصر المتعصبة لا تدافع من أجل الحقوق الشرعية وإنما لتمنعنا أو لتحرمنا من تحقيق السلام في هذه المنطقة.
مراســل الجزيرة: ألا تعتقدين ..ليفني أنكم تحرجون المعتدلين العرب كما تسمينهم وهم محرجون أمام هذا الواقع الشعبي العربي أمام هذه الحرب العسكرية؟
وزيرة الخارجية: يمكنني أن أفهم هذا الأمر. يمكنني أن أفهم عندما يكون الشارع العربي ينظر إلى الصور التي تأتي من قطاع غزة. فهو يشعر بالغضب يمكنني أيضا أن أفهم بأن هناك بعض القادة في بعض العالم العربي الذين يريدون إيقاف هذا الأمر تماما مثلنا لكن الفكرة هي أنه عندما يهاجمك شخص معين. عندما يقوم شخص لا يكافح من أجل حقوق شرعية. فعلينا أن نتصرف لكن في نهاية المطاف نحن نمثل رغبة السلام في هذه المنطقة وهو ليس الحل بالنسبة لحماس. إذن الطريقة الوحيدة لإيقاف هذا الأمر هو خلق تفاهم. أن تقوم حماس بوقف استهداف إسرائيل وتغيير الوضع على الأرض ووقف اختراق الأسلحة..
الجزيرة: شكرا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *