لماذا اخترنا الملف؟

تمتاز مصر بتاريخها الكبير الضارب في القدم؛ ومكانتها الجغرافية الإستراتيجية؛ ودورها المحوري في العالم العربي والإسلامي، وهو ما جعلها عبر الزمن مطمعا سياسيا لكل دول الاحتلال.
وقد ورد ذكر هذا البلد في كتاب الله تعالى أكثر من مرة؛ فقال الله عز وجل: “ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين”، وبشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مصر فقال: “ستفتح عليكم بعدي مصر؛ فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمة ورحما” صحيح الجامع:698.
ومصر تمر اليوم بمرحلة عصيبة؛ وبمخاض عسير؛ ذلك أن أرض الكنانة تشهد -بحول الله وقوته- تحولا جذريا وطفرة من شأنها أن تقلب هذا البلد رأسا على عقب.
فبعد فوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة واعتلائه سده الحكم، وانطلاق مسيرة بناء مؤسسات الدولة والتصويت على الدستور الجديد الذي خرجت مسودته الأولى بعد تدارس وتشارك جميع الأحزاب والقوى الحية في المجتمع؛ ظهرت فلول المقاومة ونظام الرئيس المخلوع في عباءة جديدة؛ وخرجت المعارضة العلمانية الممثلة في محمد البرداعي وعمرو موسى وحمدين صباحي لتطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسي؛ مستعينة في ذلك بالإعلام وقوة النفوذ والسلطة والمال ودعم دول عربية وأخرى غربية؛ وعقد اتفاقيات مع شخصيات بارزة من قادة الكيان الصهيوني الإرهابي..
مؤكدة بذلك للرأي العام العربي والإسلامي أن من يتدثرون بدثار الثورية والديمقراطية من العلمانيين واللبراليين لا مبدأ لهم، وأن المصالح الشخصية والمكاسب الحزبية هي المتحكمة في كافة تصرفاتهم، وإنْ تعارض ذلك مع شعاراتهم ومبادئهم التي يعلنونها ليل نهار.
أما العالم الغربي؛ وحتى يستفيد من الوضع ويحقق أهدافه؛ فقد عمل على الاستعانة بعملائه ووكلائه داخل مصر؛ فالتقى البرادعي خلال أسبوع واحد بالسفيرة الأمريكة في مصر؛ ووافق السيناتور الجمهوري جون ماكين المرشح الخاسر في الانتخابات الأمريكية التيار العلماني المعارض في مصر؛ وانتقد الإعلان الدستوري الجديد بكونه بـ “سيطرة الرئيس على مقاليد السلطة بمصر” ثم حذر من احتمال قيام دولة إسلامية في مصر.
كما صرح البرلمان الأوروبي في بيان له أن: “العديد من الدول الأعضاء في اللجنة أعربت عن شعورها بالقلق إزاء الصلاحيات الواسعة التي يمنحها الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري مؤخرا”!
وقد توقع العديد من المحللين والمتابعين ردود الأفعال الصادرة عن التيار الليبرالي العلماني وكذا عن العالم الغربي؛ لأن الدولة العميقة لم تسقط بعد في مصر، حيث لا زالت الطغمة الفاسدة تتحكم في دواليب السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة والفن..؛ ولأن العالم الغربي أيضا لن يسمح أيضا بخروج مصر عن تحكمه وسيطرته؛ لارتباطها الوثيق بمصالحه وباستقرار الوضع في المنطقة؛ وكذا باتفاقيات السلام المبرمة مع الكيان الإرهابي.
وحتى نكشف مزيدا من الحقائق حول هذا الموضوع المهم ارتأينا فتح هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *