الثورة السورية والسقوط الإيراني محمد الفواز

“إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون..” وتفسير هذه الآية هو أن أهل الباطل سينفقون أموالهم على نظرائهم مساعدة وتقوية، ليتقووا بها على قتال أهل الحق ليصدوا المؤمنين بالله ورسوله عن الحق، وان هذه النفقة ستكون عليهم حسرة وندامة، وأن أهدافهم لن تتحقق وأموالهم ستذهب أدراج الرياح ولن يظفروا بما يأملون ويطمعون فيه من إطفاء نور الله وإعلاء كلمة الكفر والباطل، لان الله يعز كلمته ويجعل كلمة الكفر السفلى “بل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا”.
وقصة هذه الآية: نزلت في أبي سفيان حيث انفق على المشركين يوم احد أربعين أوقية من الذهب، حيث استأجر ألفين من الأحابيش من بني كنانة، فقاتل بهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، فكانت جولة مؤقتة للباطل، ثم في النهاية انتصر الإسلام وذهبت أموال الكفر هباء منثورا لاشك أن قرب سقوط النظام السوري الحليف الوثيق للنظام الإيراني يعد المؤشر الأبرز في هذه المعادلة، كونه الرئة التي يتنفس منها للهيمنة على المنطقة العربية والإسلامية، الأمر الذي يفسر لنا بوضوح استماتة النظام الإيراني لحماية حليفه السوري على كل الأصعدة.
لقد انفق الإيرانيون عشرات المليارات، على مشروع الهيمنة، بل سخروا إمكانات دولتهم وعوائد النفط وحرموا شعوبهم من التمتع بثرواتهم الطبيعية من اجل مشروعهم الكبير، أكثر من ثلاثين سنة وهم يحاولون تصدير ثورتهم، كم مالا انفق وكم نفسٍ أزهقت، وكم جهد بذل وكم حرب أشعلت. وها هم ملالي إيران يرون ثرواتهم وأموالهم التي حرموها شعوبهم قد ذهبت أدراج الرياح لقرب سقوط نظامهم الحليف في سورية، وبالتالي انتهاء محاولات السيطرة والهيمنة على بلاد الإسلام.
فشل المخطط الانقلابي في البحرين، والتصدي بحزم لعملائهم في المنطقة الشرقية في السعودية والثورة المباركة للشعب السوري المجاهد ضد طغاة البعث والتي أرى نجاحها أمام ناظري، وضعف نظام الولي الفقيه في إيران وانحسار شعبيته، بل وانشقاق قيادته والخلافات التي تعصف بهم، يعطينا مؤشرات على قرب السقوط، وسقوطهم سيكون مدويا وعنيفا كما أراه في المشهد السياسي الإيراني.
أقول ليس هذا من باب التنجيم ولا قراءة الكف أو الفنجان ولكن من باب الاستشراف وقراءة الأحداث والمتغيرات في أحوال الأمم والشعوب التي تخضع بصورة أساسية إلى قانون السنن الكونية في التغيير، فإيران ليست استثناء من هذا القانون، فهي تخوض حربا باطنية على الإسلام، وأهله منذ أمد بعيد، وبين فترة وأخرى تسحقها هذه السنن كلما طغت وتجبرت، فهي اليوم اقرب إلى ذلك من أي وقت مضى، والعاقبة للمتقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *