الكيان الصهيوني هو الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية التي تحارب وتدمر بيوت الله

لم تسلم المساجد وأماكن العبادة في فلسطين من بطش الصهاينة واستبدادهم، فرغم نص كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية على أن أماكن ودور العبادة يجب أن تبقى في منأى عن الصراعات والحروب، تصر الدولة الديمقراطية في المنطقة! على انتهاك حرمات بيوت الله تعالى.

فابتداء من المسجد الأقصى الذي عمد الصهاينة منذ احتلالهم للقدس عام 1387هـ/1967م إلى إقامة طقوسهم وصلواتهم الدينية داخله إهانة لمشاعر المسلمين، ومرورا بتدمير مدخله وإجراء الحفريات حوله وبملاصقة أساساته بغية زعزعة أركانه وتصديعه تدريجيا حتى الانهيار بهدف البحث عن الهيكل اليهودي المزعوم، إلى حرقه سنة 1389هـ/1969م.
قال موشي ديان وزير الدفاع الصهيوني الأسبق: “يجب العمل على كشف وإعادة ترميم كافة ما يتعلق بأيام الهيكل الثاني، وأفَضِّلُ أن أرى الصورة كما كانت خلاله، ويمكن تصوير بقية الآثار وإزالتها لأنها تخفي وتمنع عنا رؤية الصورة كما كانت”. (تهويد مدينة القدس ص:22، نقلا عن جريدة دافار الصهيونية، انظر العنصرية اليهودية 3/197).
وقال “زيرح فارهنتيك” وزير الأديان الصهيوني أثناء زيارته لمنطقة الحفريات: “إن وزارة الأديان الإسرائيلية تسعى بواسطة عملية الحفريات التي تجريها للكشف عن حائط المبكى لإعادة تلك الدرة الثمينة إلى سابق عهدها، إن هذه الحفريات هي عملية تاريخية ومقدسة، وسوف نستمر بهدم المباني الموجودة في المنطقة وإزالتها على الرغم من كل العراقيل التي تقف في الطريق” (القدس المخططات الصهيونية ص:197، نقلا عن جريدة دافار الصهيونية، انظر العنصرية اليهودية 3/197).
وكذلك الحال بالنسبة لبقية المساجد في فلسطين التي انتهك الكيان الصهيوني حرمة أكثرها منذ احتلاله فلسطين المسلمة اعتداء واحتلالا وإحراقا وهدما في حوادث متفرقة، ومن أعظم المساجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى التي طالها هذا البطش والاعتداء المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل الذي أقيم في جزء منه “كنيسيت” يهودي.
واليوم يتجدد هذا البطش ويتجلى في محرقة غزة حيث استهدفت قوات الاحتلال مساجد غزة بأطنان ثقيلة من المتفجرات وتعمدت هدم المساجد فوق رؤوس المصلين في إطار حربها المفتوحة ضد قطاع غزة، ومن بين المساجد التي طالها القصف نذكر:
مسجد “أبو بكر الصديق”
فقد شنت طائرات الاحتلال الصهيوني غارة استهدفت مسجد أبي بكر الصديق شرق مخيم جباليا (شمال قطاع غزة)، حيث أفاد شهود عيان أن طائرات الاحتلال أطلقت عدة صواريخ تجاه مسجد أبي بكر الصديق شرق مخيم جباليا وتم تدميره بشكل كامل.
وفور تدمير الطيران الحربي الصهيوني للمسجد المذكور فقد جرى انتشال الشهداء والجرحى والمصابين من تحت الأنقاض.
مسجد “الشهيد عماد عقل”*
على صعيد مشابه فقد قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني مسجد عماد عقل في محافظة شمال قطاع غزة، حيث أدى ذلك إلى استشهاد خمسة من المواطنين من عائلة واحدة وإصابة عدد من المواطنين الذي يقطنون بالقرب من المسجد المذكور، وأكد الشهود أنه لم يكن أحد في المسجد المذكور عندما قصفته قوات الاحتلال، وأن المواطنين كانوا مندهشين إلى أبعد الحدود من استهداف الاحتلال للمساجد.
مسجد الشهيد عز الدين القسام*
كما واستهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني مسجد الشهيد عز الدين القسام، في عبسان بخان يونس (جنوب قطاع غزة)، حيث عملت الطائرات الصهيونية على تسوية المسجد بالأرض، دون أن تذكر أي سبب لقصفه.
مسجد الشفاء
وكانت طائرات الاحتلال الصهيوني قد واصلت شن غارات ضد المساجد في قطاع غزة، حيث قصفت الطائرات الصهيونية مسجد الشفاء القريب من مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل وتسويته بالأرض.
وأفادت مصادر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن مسجد الشفاء كان بداخله العشرات من المواطنين من ذوي المرضى، حيث أدى القصف، الذي تم بطائرة “إف “16 إلى استشهاد اثنين من المواطنين وجرح آخرين وتدمير المسجد بشكل كامل.
مساجد الأبرار والعباس والسرايا
وقد دمرت طائرات الاحتلال الصهيوني مساجد الأبرار والعباس والسرايا حيث تم تدميرها بشكل كامل وتسويتها بالأرض، دون أن تبدي سلطات الاحتلال أي مبرر لاستهداف دور العبادة وبيوت الله تعالى.

إن هذه الهجمة الصهيونية على بيوت الله إنما هي بهدف القضاء على رسالة المسجد الذي تبدأ من رحابه موجات الجهاد ضد الصهاينة المحتلين، وتشكل فيه هوية المسلم الفلسطيني على مبادئ الإسلام، كتابا وسنة.
لذا تعمد السلطات الصهيونية في كثير من الأحيان إلى استدعاء أئمة المساجد قبل إقامة صلاة الجمعة وتطلب منهم عدم التطرق في خطبهم إلى الحث على الجهاد والتحريض على مواصلة النضال والمقاومة ضد العدو الصهيوني الغاشم، ومن لا يستجب لتلك الطلبات فإنه يكون هو والمسجد الذي يخطب فيه عرضة للمضايقات، أما الإمام فإنه يكون -لا سيما إن كان من العلماء- عرضة للتحقيق ومن ثم الاعتقال.
أما المسجد فقد يقطع عنه التيار الكهربائي وتصادر منه مكبرات الصوت، ليغلق في نهاية الأمر في وجه مرتاديه من المصلين، هذا كله ناهيك عن إرهاب المصلين واضطهادهم داخل وخارج المساجد. (انظر عداء اليهود للحركات الإسلامية ص:70، العنصرية اليهودية 3/778).
فعلا إن الكيان الصهيوني هو الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية، وبامتياز أيضا!؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* تجدر الإشارة إلى أن إطلاق وصف الشهيد على المعين هو حكم له بالجنة، وعقيدة أهل السنة هي عدم الشهادة لمعيّن بجنّة ولا بنار إلا من شهد له الشارع، أما إطلاق لفظ الشهادة العامة على من قتلوا في المعركة ضد العدو فجائز، كأن نقول شهداء غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *