في ثنايا التحقيق الذي أعدته جريدة الأحداث حول المخطوطات والمنسوخات التي أسمتها تكفيرية تفلت من الرقابة؛ أوردت الجريدة مجموعة من الكتب والرسائل التي عدتها من هذا الصنف؛ وذكرت منها:
– حكم السنة والكتاب في وجوب هدم الزوايا.
– الإرشاد والتبيين في البحث مع شراح المرشد المعين، (أسمته الجريدة المرشد المهين).
– الحجج العلمية في رد غلو الهمزية.
– الزهرة في الرد على غلو البردة.
– إرشاد الحيارى في تحريم زي النصارى.
ولم تشر الجريدة لا من قريب ولا من بعيد إلى أصحاب هذه الكتب الخطيرة المخالفة للثوابت الدينية المغربية! التي يتم استقطابها من مصر وباكستان والسعودية، وتوزع مجانا!!
لم تشر الجريدة لذلك لأنها تعلم جيدا أن تلك الكتب كلها تعود لمؤلف واحد وهو للعلامة الحافظ المحدث الفقيه الأصولي مفخرة المغرب الحاج عبد الرحمن النتيفي رحمه الله المتوفى سنة 1385هـ/15 مارس 1966م.
تعود للمجاهد الذي حضر موقعتين ضد الجيش الفرنسي موقعة أرغوس الشهيرة وموقعة أفود احمري، وللشيخ الذي وصفه حافظ زمانه الشيخ أبو شعيب الدكالي بـ”العلامة الألمعي الذكي الحافظ اللودعي الفقيه” وأجازه بالرواية عنه من معقول ومنقول وفروع وأصول، إنه الحافظ الذي أثنى عليه جلة من أهل العلم كالمؤرخ بن زيدان، والعلامة أحمد أكرام المراكشي، والعلامة عبد السلام السرغيني صاحب كتاب المسامرة، والعلامة الأديب المختار السوسي، والعلامة السلفي محمد العربي العلوي، وغيرهم كثير.
الشيخ الذي ألف جملة من الرسائل والأبحاث التي تكشف دعاة تحرير المرأة ومنكري الحجاب وتعدد الزوجات والمستهزئين بالشريعة والمحقرين لها؛ وغير ذلك ونذكر من رسائله وأبحاثه:
– كشف النقاب في الرد على من خصص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بآية الحجاب. (رد على دعاة تحرير المرأة.(
– الإعلام في الرد على من حقر بعض شعائر الإسلام. (وهو رد على مقال نشر بجريدة العَلَم يعيب كاتبه الأضحية ويصف أهلها بالهمجية.(
– الأبحاث البينات فيما قاله عبده ورشيد رضا في تعدد الزوجات.
– الأبحاث البيضاء مع الشيخين عبده ورشيد رضا؛ وهو رد على بعض آراء الشيخين.
– أوثق العرى في الأحكام المتعلقة بالشورى.
– النصر والتمكين في وجوب الدفاع عن فلسطين .
– المسائل البديعة في البحث مع أهل الهيئة والطبيعة: وهو رد على الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره “تفسير الجواهر” الذي أثبت أن المواد كلها متحركة لا ساكن فيها.
لا ريب أن مؤلفات الشيخ النتيفي رحمه الله التي اطلع معدو تقرير الأحداث على عناوينها تخالف خط تحرير هذه الجريدة العلمانية؛ لكن -من باب الإلزام فقط- إذا كانت صادقة -وليست كذلك- في دعواها حين اشتكت من غياب الكتاب المغربي الديني الأصيل الذي يعمل على ترسيخ الأبعاد الثلاثة للإسلام المغربي؛ فعليها أن تشكر الباحث حميد بن بوشعيب العقرة الذي انخرط في خدمة مشروع تراث علامة مغربي مائة بالمائة اسمه الشيخ عبد الرحمن النتيفي لا يعرفه كثير من المغاربة فضلا عن غيرهم.
لقد كان على يومية الأحداث أن تثمن مشروعه لا أن تشنع عليه بالكذب والبهتان؛ والبتر والتزييف. ولكنها الأهواء المتمثلة في المرجعية العلمانية التي تعمي الأبصار وتصك الآذان عن سماع الحق بله اتباعه.