لسان حالها يقول: أنا ربكم الأعلى، ولسان مقالها يقول: لا أريكم إلا ما أرى وهذه الشعوب ترزح من تحتي، ولسان فعالها ينبئ عن أنها تتصرف بدون رادع من شرع أو قانون دولي أو محلي، أو أخلاق أو قيم بشرية. لا تعير أدنى اهتمام لكل ما هو إنساني، إنها الدويلة السرطانية المسماة بـ”إسرائيل”، إنه الكيان الغاصب الذي يعيش ويتنفس على دماء وأشلاء الأبرياء.
الطابور الخامس خنس أمام همجية الجرثومة اليهودية، وأجل الحديث عن نبذ ثقافية الكراهية، التي يقصد بها أن نأخذ قتلة الأنبياء بالأحضان، حتى لا يسقطوا جام غضبهم علينا، ولو ذبحونا وقتلونا وأبادونا على بكرة أبينا، فالموت تحت نيرانهم شهادة، والمسارعة في أهوائهم عبادة.
كيف نتسامح مع بني يهود الذين عصوا الله في ذبح بقرة، وأطاعوا الشيطان في ذبح الأطفال والنساء في غزة اليوم، وعبر تاريخهم الدموي في مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا وجنين، وفي كل قرية من فلسطين المقدسة التي دنسوها بجرائمهم.
وإذا لم تنهض الأمة للقضاء على هذه الجرثومة السرطانية فالمجازر والمذابح ستتوالى، لأن بني يهود لا يسألون عما يفعلون وهم يسألون.
صراعنا مع بني يهود صراع ديني، وليس صراعا سياسيا، وصراع وجود، وليس صراع حدود؛ إما أن يكونوا في فلسطين أو نكون. فالحق لا يسقط بالتقادم.
أين بأس العُرب؟ مذخور لمن؟ أين أبناء الحمى درع “الصمود”؟
بنو يهود دمروا البيوت الآمنة، والمستشفيات، والمساجد، والمدارس، قصفوا سيارات الإسعاف والدفاع المدني، قتلوا الأطفال والنساء والرجال والطواقم الطبية والصحفيين، بل وحتى الأسرى، واغتالوا الرموز الإسلامية داخل الأراضي المحتلة وخارجها، بل حتى داخل بعض الدول العربية وصادروا الأراضي والمنازل، وجرفوا الحقول، واقتلعوا الأشجار.. اقترفوا كل جرائم الحروب.. بل كل واحدة من هذه الجرائم يشيب لها الولدان، ومع ذلك صمت وتواطؤ وتشجيع.
والنظام الدولي بأسره يحابيهم ويدافع عنهم، ويسوغ جرائمهم، ويكذب من أجلهم. أما من يدافع عن الحق فيفعل ذلك إما على استحياء، وإما على استجداء.
لماذا هذا كله؟ لأن لسان حال بني يهود يقول: أنا ربكم الأعلى.
مشيئتهم “مطلقة”حسب زعمهم، لأن مجلس الهم وهيئة اللمم، يساندانهم ويستعملان حق النقض في صالحهم، ولا يتوانون في استعمال القوة العسكرية لإرضائهم، أما نحن فلا حق لنا في الاعتراض.
أما الجهاد فقد أسقطوه من بنود منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في السنغال منذ سنوات، بل يكفينا القبول بحوار الأديان، وحوار الحضارات، وثقافة التسامح وقبول الاختلاف، يذبحوننا ويقتلوننا وعلينا المبالغة في الانحناء. لكن لسان حال المسلمين الغيورين يقول:
أجل إنني أنحني..
فاشهدوا ذلتي الباسلة.
فلا تنحني الشمس..
إلا لتبلغ قلب السماء.
ولا تنحني السنبلة..
إذا لم تكن مثقلة.
وهذا ما يغيظهم لأننا لم نتخذهم أربابا من دون الله، فربنا هو بديع السموات والأرض مهما قتلوا وذبحوا وأجرموا..
لن يهنأ العالم بسلام حتى يختفي هذا الكيان الإرهابي من الوجود، هذا الصنم الجديد الذي يعبده العالم، ويلغي عقله وقلبه أمامه، فيصبح الهجوم الهمجي من طرف شرذمة يهودية دفاعا عن النفس، وقتل الأطفال عملا مشروعا، وذبح اللاجئين في المدارس التابعة للـ”أونوروا” يحتاج إلى تحقيق، ثم التكتم عن المسألة وطيها، وربما تسجيلها ضد مجهول، أو ضد الضحية.
وحتى هؤلاء الغربيون الذين يدعون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان عندما يتكلمون عن جرائم بني يهود، يفعلون ذلك على استحياء، أو يستعملون التقية وصيغة المبني للمجهول، كأن المجرم هم الأشباح أو الجن.
أما النظام العربي الرسمي فقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي، جيوشه تصقل سيفها لوقت الشدة!
أسد علي وفي الحروب نعامة إذا حمي الوطيس يفر ويهرب
إذا قال اليهود شيئا فالكل يجب أن يمتثل، أليس هم آلهة هذا الزمان!
إذا قالوا: المساعدات الإنسانية لن تدخل من معبر رفح فسمعا وطاعة من بني جلدتنا، وإذا قالوا: غزة لا تعاني من أزمة إنسانية فعلى العالم أن يصدقها ويكذب عينيه وأذنيه، وإذا قالوا الصواريخ تنطلق من المساجد والمستشفيات والمدارس، فالقول ما قالوا:
إذا قالتْ حَذام فَصَدِّقُوها *** فإنَّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ