لماذا اخترنا الملف؟
ماذا بعد أن منعت السلطات مهرجان الخمور الذي كان من المزمع أن تنظمه شركة “براسري دو ماروك”؟
هل انتهى هذا الموضوع وأغلق هذا الملف؟
لا أبدا؛ فلازالت الخمر تباع للمغاربة المسلمين جهارا نهارا، ولازالت ملايين اللترات تنتجها شركات مغربية تسوق “منتوج أم الخبائث” داخل المغرب وخارجه، وتغري المواطنين عن طريق الإشهار باحتسائه.
دستور المملكة ينص على إسلامية الدولة، والخمر معلوم من دين الإسلام بالضرورة تحريمه، والقانون الوضعي يجرم شربه أيضا -وإن كانت العقوبة المرتبة على شربه لا تصل إلى درجة الجريمة المقترفة- ورغم ذلك كله لا يعدم المواطن المغربي أن يجد هذا المشروب أينما حل وارتحل، فهناك متاجر ومحلات وحانات تقربه من عموم المواطنين بشتى شرائحهم.
فوفق لغة الأرقام فـ”أم الخبائث” تكلف الدولة غاليا سواء على المستوى الصحي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأخلاقي أو القيمي…، وهو ما يحتم عليها فورا إعادة النظر في طريقة تعاملها مع هذا الملف.
كما أن التناقض الصارخ بين ما هو مقرر في الدستور (إسلامية الدولة)، وما هو سائد في المجتمع من انتشار بيع الخمور بطريقة عادية، يجعل المواطن المغربي في حيرة من أمره، وقد يدفعه ذلك إلى فقدان الثقة بالتزام الحكومة بالتنزيل السليم للدستور، والشك أيضا في شعار إسلامية الدولة.
وحتى نجلي الصورة أكثر حول هذا الموضوع، وننور الرأي العام الوطني بخطورة الخمر التي لعن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة، ارتأينا فتح هذا الملف.