القدس فتحها عمر ولن يحررها أبدا من يتخذ من لعن عمر عقيدة هل المسجد الأقصى عند أهل السنة هو نفسه عند الشيعة؟

تاجر القوميون والعلمانيون بالقضية الفلسطينية طويلا واتخذوا منها مطية لتحقيق مآربهم السياسية، ومنذ أن قامت دولة الرافضة في إيران إبان الثورة الخمينية سنة 1979م جعلت من نصرة القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى بوابة إلى قلوب المسلمين في العالم أجمع، من أجل تمديد ثورتها وعقائدها.

فهل الرافضة يدافعون فعلا عن القضية الفلسطينية ويسعون إلى تحرير المسجد الأقصى؟!
هذا ما سيتجلى لنا من خلال استنطاق مراجع الشيعة حول معنى المسجد الأقصى لديهم.
فرغم أن مكانة المسجد الأقصى وفضله لا يشك فيهما مسلم باعتبارها ثابتة بصريح القرآن وسنة سيد ولد عدنان صلوات الله وسلامه عليه، وإجماع الأمة من بعده، إلا أن الرافضة أبوا إلا تنكب الطريق، وجنحوا إلى التفسير الباطني لنصوص الوحي، ومن اطلع على ما أوردته كتبهم ومصادرهم “الدينية” التي خطتها أنامل آياتهم، بعيدا عن موجة العواطف، إذ العواطف عواصف، انكشف له المخبوء، واطلع على الحقائق، وأدرك حجم الخداع الذي يلبّسون به على عموم المسلمين الساعين إلى وحدة إسلامية عاجلة، من أناس ادعوا نصرة المسجد الأقصى وأرض المسرى.. ورفعوا لواء الدفاع عن المستضعفين من أهل فلسطين ومقدساتهم!!
المسجد الأقصى أين؟
المسجد الأقصى أين؟ هو عنوان كتاب لعلامة الشيعة جعفر مرتضى العاملي جاء فيه: “لقد تبين لنا عدة حقائق بخصوص المسجد الأقصى والذي يحسم الأمر أنه ليس الذي بفلسطين”!!؛ وأورد الكثير من الأقوال والروايات التي تدلل على صحة تأويله لحادثة الإسراء، وما نص عليه بأن المسجد الأقصى مسجد في السماء!! من المراجع والسير والتفاسير المعتمدة لدى الشيعة.
زعم العاملي في كتابه: “الصحيح من سيرة النبي الأعظم”: “أنه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلاً، فضلاً عن أن يسمى أقصى” (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (3/137)، الطبعة الخامسة 1427هـ 2006م، المركز الإسلامي للدراسات)؛ وأن “المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله، هو في السماء” المرجع نفسه (3/106).
وحينما نقل الآراء في إفساد اليهود مرتين المذكور في سورة الإسراء، وصف عبارة القائلين بأن المسجد الأقصى هو مسجد القدس بأنها مزاعم، وعقب بعد ذلك بقوله: “هذا كله مماشاة للمستدل فيما زعمه من أن المراد بالمسجد هو خصوص ما يسمى بالمسجد الأقصى، والموجود في بيت المقدس فعلا” المرجع نفسه 3/139.
وأقوال الشيعة القدامى والمعاصرين في المسجد الأقصى المبارك يمكن تحديدها في ثلاث جهات:

الجهة الأولى
ترى أن مسجد القدس ليس هو مسجد الأقصى، وأن المسجد المقصود في الآية الأولى من سورة الإسراء هو البيت المعمور الذي في السماء الرابعة، وإليه أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم!
وترى أن المسجد الأقصى في فلسطين لا يعد من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وأن بناءه حديث في عهد الأمويين وهم الذين أشاعوا قداسته وأمروا الناس بالحج إليه، ووضعوا الأحاديث لترغيب الناس في زيارته!! وأن تقديس ساسة الشيعة للمسجد الأقصى هو لأسباب سياسية وليست عقدية تعبدية.
ومن الأدلة التي استدلوا بها على أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء!!
ما جاء في تفسير الصافي “للفيض الكاشاني” -(3/166) مؤسسة الأعلمي للمطبوعات-، في تفسير قول الله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الإسراء): “أي إلى ملكوت المسجد الأقصى الذي هو في السَماءِ كما يظهر من الأخبار”.
وأتبع ذلك القول بهذه الرواية: “روى القمّي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالساً في المسجد الحرام، فنظر إلى السَماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجُعفي فقال: أيّ شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قال: يقولون: أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون، ولكنه أسرى به من هذه إلى هذه، وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم” (المرجع السابق 3/166).
وأورد المعنى نفسه كل من العياشي في تفسيره 2/302 والبحراني في “البرهان في تفسير القرآن” والطباطبائي في تفسير الميزان، والتي تنص على أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء.

والجهة الثانية
ترى أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء، إلا أن ذلك لا يقلل من مكانة مسجد القدس وضرورة الدفاع عنه وتحريره، فهو من مساجد المسلمين، ولكن مكانة مسجد الكوفة وكربلاء وقُم تفوق مكانة المسجد الأقصى.
يدل على ذلك ما جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي 22/90 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء، إليه أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت إن الناس يقولون إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه”!.

أما الجهة الثالثة
فترى أن مسجد القدس هو المسجد الأقصى المذكور في أول سورة الإسراء ومكانته وفضله مقدمة على المساجد الأخرى إلا المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد الكوفة.
والمسجد الأقصى -سواء كان في الأرض أو في السماء- مكانته لا تذكر أمام مسجد الكوفة ومسجد كربلاء وقبر الحسين وقبة سامراء، وهذا مبعث العجب ومكمن الخطورة ودليل التناقض الواضح..
كتب ياسر الحبيب: “إن على المؤمنين الالتفات إلى قضية البقاع المقدسة أكثر، فهي تفوق في شرفها وقدسيتها بيت المقدس، بل لا قياس، فعلى أي أساس شرعي يتجه كل هذا الحراك الشعبي الشيعي تجاه القدس وكأنها هي قضيتنا الأولوية؟! كلا! إننا مع اهتمامنا بقضية القدس الشريف إلا أننا وحسب الميزان الشرعي يجب أن نجعل الأولوية لقضية سامراء المقدسة وبقيع الغرقد، ثم بعد ذلك نتجه إلى القدس وغيرها. يجب تحرير سامراء والبقيع من أيدي النواصب أولاً ثم تحرير القدس من أيدي اليهود، والعجب من الشيعة المؤمنين كيف هم غافلون عن ذلك” موقع الميزان. (انظر كتاب الشيعة والمسجد الأقصى طارق أحمد حجازي، إصدارات: لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة-فلسطين، بتصرف).
وهذا ما يفسر عدم قيام حزب الله الرافضي اللبناني بأية محاولة لدفع العدو الصهيوني عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأنه يتبنى عقيدة الروافض نفسها، وهو ما صرح به حسن نصر الله الأمين العام للحزب بقوله: “إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام، والدولة التي تناصر المسلمين والعرب، وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه، ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا المسلح” مجلة المقاوم عدد27 ص:15-16 نقلا حزب الله الرافضي تاريخ أسود وافتراءات، الدكتور سيد حسين العفاني.
فالجهاد عندهم معطل حتى يخرج مهديهم من غيبته الكبرى -كما يعتقدون-، فـ”كل راية ترفع قبل راية الإمام -أي المهدي- فصاحبها طاغوت” (انظر كتاب الغنية للنعماني).
أما الشعارات التي يطلقها الحزب مثل: “يا أقصى قادمون” أو “زحفا زحفا نحو القدس”، والخطب النارية التي يلقيها أمينه العام والتي يؤكد فيها رغبة الحزب في تحرير الأقصى من اليهود، فكلها عبارات جوفاء لا أصل لها، ولا أدل على ذلك من الواقع والتجربة، فماذا قدم الحزب لنصرة الأقصى؟
لقد صرح الأمين العام للحزب في خطاب ألقاه في “بنت جبيل” عقب الانسحاب الصهيوني سنة 2000م والذي حضره 100 ألف جنوبي، أشار حسن نصر الله إلى أن “الحزب لن يشارك في أي عمل عسكري ضد إسرائيل لهدف تحرير القدس”. (مجلة الأنباء عدد 8630، نقلا حزب الله الرافضي تاريخ أسود وافتراءات، الدكتور سيد حسين العفاني.
إن حزب الله الرافضي لا يمثل جزء من إيران فحسب بل هو “إيران في لبنان ولبنان في إيران” كما صرح بذلك إبراهيم الأمين الناطق السابق للحزب، لذا فأفراد الحزب لا يتخذون أي أمر ولا ينتهون بأي نهي حتى يأذن لهم الولي الفقيه “خامنئي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *