لماذا اخترنا الملف؟

 

هل مهاجمة شعيرة التراويح تارة، وشعيرة الأضحى أخرى، ومهاجمة الحجاب هنا والآذان هناك، ومقررات التربية الإسلامية مرة، واللغة العربية، والتحريض على الإجهاض حينا، وعلى الإفطار العلني حينا آخر، وتبادل القبل علانية والدعوة للتسامح مع المثلية، والسخرية من الدين والتدين والتهجم على الدعاة والمشايخ؟

هل هذا كله تصرفات فردية واختيارات أشخاص يعبرون عن قناعاتهم ومعتقداتهم وأيديولوجياتهم؟ أم هو الشجرة التي تخفي غابة تطرف من نوع آخر؟

هل هي حالات معزولة؟ أم هي عملية ممنهجة منظمة؟

لاشك أن العملية ممنهجة ومنظمة، لتيار يشتغل على محاور وواجهات عديدة، يروم تغيير قناعات ومعتقدات شعب بكامله، والدليل أن الأمر لم يعد يقتصر على محاربة تطرف بعض الأفراد، أو حتى خطابات بعض الجماعات، لقد امتد الأمر ليصل للصلاة وعيد الأضحى.

نزع تيار الحداثة واللادينية، قناع محاربة الإسلام السياسي الذي كان يرتديه، ودعاوى محاربة التطرف والغلو، وادعاءات رفضه للتشريعات الإسلامية المتجاوزة بزعم هؤلاء.

لقد عرى تيار الحداثة واللادينية هذا وكشف عن وجهه، وأعلن أكثر من مرة أنه يستهدف المعتقدات والعبادات والأخلاق والسلوك والمعاملات، وكل ما له علاقة بمنظومة الإسلام، لم يعد الأمر مجرد تدافع سياسي، أو رفض للعقوبات المنصوص عليها في الشريعة، أو قراءة تاريخية للنص الديني، بل أصبح تدخلا سافرا في عبادات الناس ولباسهم وسلوكهم ومعاملاتهم، تجرأ التيار الحداثي واللاديني، على الشأن الديني، واختصاصات الجهات المسؤولة عليه في الدولة، وأصبح يملي إملاءاته، ويصدر فتاويه، متدخلا في الحياة الخاصة للمواطنين، محاولا فرض رؤية قلة قليلة على شعب بكامله.

في هذا الملف حاولنا تسليط الضوء على هذا الموضوع، من أجل دق ناقوس الخطر، خطر داعشية لادينية تهدد الفرد والمجتمع والدولة والمؤسسات، والدين والتدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *