السبيل: بداية كيف وقع هذا الحدث الأليم وهل كنتم في ساحة جامع الفنا أثناء وقوع الحادث؟
نعم؛ أثناء وقوع الحادث كنا بساحة جامع الفنا؛ سمعنا انفجارا ضخما؛ الكل اعتقد أنها قنينة غاز أو شيء من هذا؛ ولكن عند وصولنا إلى مكان الحادث تبين لنا بأن هذا الانفجار المروع لا يمكن أن يكون ناجما عن قنينة الغاز.
فقد كنا من أول الناس الذين تدخلوا وقمنا بإغاثة عدد من الجرحى قبل أن تأتي الوقاية المدنية وكنا أول المتدخلين. يعني أول متدخل كان هو المجتمع المدني في الساحة.
السبيل: اتضح أن هذا الحدث الإجرامي خلف خسائر بشرية بلغت 16 قتيلا ونحو 30 جريحا من جنسيات مختلفة. فما هو حسب تقييمكم حجم الخسائر المادية التي لحقت بمطعم أركانة وبساحة جامع الفنا؟
بالنسبة للخسائر المادية؛ كان من حسن الحظ أن هذا الحادث وقع في الصباح يعني الخسائر كانت ضئيلة مقابل إن كان هذا الحادث وقع -لا قدر الله- مساء؛ فالساحة تكون وقتها مكتظة بالسياح الذين يأخذون صورا للساحة من سطح مقهى أركانة، ولكن الحمد لله أن الحادث وقع صباحا حيث كان في الطابق العلوي للمقهى نحو 10 أشخاص، ولكن الطابق الذي وقع فيه الانفجار كان هناك تقريبا 30 شخصا على الأكثر، وحصلت خسائر مادية كثيرة في مقهى أركانة والمحلات المجاورة لها التي عرفت تصدعات في الأسقف وأتلفت العديد من السلع بسبب الانفجار القوي الذي هز المكان.
السبيل: هل تلقيتم وعودا بدعم مادي لتعويض الخسائر المادية الكبيرة التي منيت بها مقهى أركانة والمحلات المجاورة لها؟
لم نتلق أي وعود ولم يأت أي مسؤول لزيارتنا على الإطلاق سوى الزيارة الكريمة التي قام بها صاحب الجلالة أمس وقد واسانا فيها -جزاه الله كل خير– وكان هذا أكبر تعزية للضحايا.
وبالنسبة للتجار فقد اعتز الجميع بهذه الزيارة التي حملت إشارة كبيرة؛ لأنه الحمد لله المسار الذي سار فيه المغرب سيستمر وأن هناك مساندة قوية من صاحب الجلالة نصره الله لأبنائه ورعاياه.
السبيل: تذيع بعض وسائل الإعلام الدولية والوطنية إشاعات مفادها أن مقهى أركانة كانت تعاقر فيه الخمور وتجرى فيه أعمال مشبوهة؛ فما حقيقة مثل هذا الادعاء؟
هذا مجرد كذب وافتراء؛ فنحن من رواد هذا المقهى منذ طفولتنا ولم نشهد يوما ما أن هناك أمورا تخل بالحياء وأمورا من هذا القبيل، ومن قال هذا فلغرض في نفس يعقوب، ونحن كمجتمع مدني نعرف كل ما يروج في الساحة وعلى علم بكل المقاهي التي في الساحة.
مسألة أخرى أن صاحب هذا المقهى هو الذي بنى مسجد أركانة الذي يقع وراء المقهى؛ وهو من الناس المحافظين الذين لا يرضون أن تعاقر أمور تخل بالحياء في محله؛ وهو شخص معروف وعنده محل آخر في شارع الأمراء؛ وهذه إشاعات يراد بها باطل، صاحب المقهى شخص ملتزم متمسك بدينه؛ ومحلاته كلها محلات نقية وموقرة.
والرواد الذين يكونون في المقهى صباحا أغلبهم من رجال السلطة؛ من الشرطة السياحية ومن بعض أفراد الشرطة القضائية؛ الذين يفطرون في ذلك المحل رسميا.
السبيل: هل بدأت الأمور تعود إلى مجراها في مراكش وفي ساحة جامع الفنا تحديدا؟
الحمد لله الأمور تعود تدريجيا الآن إلى سابق عهدها؛ وهذا العمل الإجرامي الذي وقع لن يثنينا عن المسار الذي اختاره المغرب يعني -مسار الإصلاحات- فقد كان صاحب الجلالة نصره الله سباقا إلى هذا المسار؛ وكان تجاوبه كبيرا مع مطالب الشعب، وكثير من الأعداء الداخليون والخارجيون يغيظهم هذا التفاعل وهذا التغيير.
فهذا نموذج فريد ومتميز في المنطقة؛ لأن هناك عددا من الأعداء في الداخل وفي الخارج يحتاطون من هذا المسار ويريدون أن يوقفوه بأي ثمن، فإذا تكلمنا عن الجارة الجزائر فهي أول متهم لأن نظام الجنرالات في الجزائر يحرجه هذا المسار الديموقراطي؛ حيث أن الشعب الجزائري سينتفض ضده ولهذا فإنهم يعملون على وقف هذا المسار.
أما بالنسبة للأعداء الداخليين فيتكونون من اللوبيات التي لا تريد لهذا المسار أن يستمر، فالاحتجاجات بدأت تتخذ منحى آخر؛ وسقف المطالب بدأ يرتفع، وارتفعت الأصوات بإجراء تحقيق في مسائل أمنية ومسائل اجتماعية واقتصادية قد تطال المفسدين، وهذا ما يهدد مصالح هذه اللوبيات داخلية كانت أو خارجية.