يقول العلامة “محمد التاويل” رحمه الله مبينا فساد الاعتراف بنسب ابن الزنا من أبيه:
من الناس من يطالب باعتماد الخبرة الطبية في نفي النسب دون حاجة إلى اللعان الشرعي، مبررين ذلك بتبريرات منها:
أنها وسيلة علمية في غاية الدقة قادرة على كشف الحقيقة، ومعرفة الأب الذي تخلق الطفل من مائه.
وأنها وسيلة جديدة يمكن أن تساهم في الحد من الخيانة الزوجية. طمأنة الأزواج على صحة نسب أولادهم ونفي الريبة والشكوك عن نفوسهم، وإراحتهم من أطفال يحسبون عليهم وهم بريئون منهم.
وهذه المبررات واهية وباطلة، ولا تصلح أن تكون حجة يعتمد عليها في نفي النسب.
فالمبرر الأول مبني على أن النسب تابع للنطف، وهذا فيه دعوة إلى النظام الجاهلي الذي أبطله الإسلامي بقوله صلى الله عليه وسلم” لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهلية.
والمبرر الثاني يرده أن هذه الخبرة الطبية لا يمكنها الحد من الخيانة الزوجية لأنه ليس كل خيانة ينشأ عنها حمل.
وأضاف العلامة المغربي: الاعتراف بنسبهم يؤدي إلى انتشار الزنا ويشجع عليه، ويفتح باب العهارة على مصراعيه، لأن الزانية لا يبقى أمامها ما تخشاه أو تتخوف منه إذا علمت أن ولدها من الزنا سيلحق بالزاني وينسب إليه ويرثه، كما ينسب الإبن الشرعي لأبيه، ومن القواعد: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، وأن ذرائع الفساد يجب سدها وإحكام غلقها حتى لا يتسرب منها الفساد للمجتمع والأمة)”.
موقف الشريعة الإسلامية من اعتماد الخبرة الطبية والبصمة الوراثية في إثبات النسب ونفيه (ص:126).