في أقل من 48 ساعة تناسلت المقالات، وتقاطرت التعليقات المنددة بما قاله خطيب جمعة مسجد حمزة بن عبد المطلب بحي سيدي موسى بمدينة سلا.
فقد جابت صورة الشيخ يحيى المدغري جل الجرائد الورقية والمنابر الإلكترونية، وبات موضوع خطبته قطب رحى نقاش مواقع التواصل الاجتماعي.
فماذا قال يا ترى هذا الشيخ؟
وعلى من تجرأ حتى تقوم هذه القيامة؟
الأمر عادي وبسيط للغاية، الشيخ المدغري ربط بين حدث الزلزال والذنوب والمعاصي، وقال إن “بيع المخدرات التي تسمم أبناءنا لها صلة بما حدث من ظواهر جيولوجية طبيعية”، و”أن هذا الزلزال يرسله الله عقابا للبعض وفتنة وتمحيصا للبعض الآخر”.
هذا كل ما في الأمر، وهذا ما كلف أيضا الشيخ حملة تشويه كبيرة وممنهجة، قادتها الجوقة الإعلامية المعروفة.
فحتى إذا كان الربط محسوما من الناحية الشرعية؛ إلا أن إثارته لازالت تعد من أكبر الطابوهات التي ترفض عدد من المنابر فتح النقاش حولها؛ وتصر على ممارسة الإقصاء ضد كل من يثير هذا النقاش، ويرمونه بتهم معلبة جاهزة، حتى يكمموا فمه ويصادروا حريته.
وكمثال على ذلك نذكر بالمتابعة التي خصصتها يومية “الصباح”، حيث ادعت على صفحتها الأولى أن خطبة الشيخ يحيى “خلفت استياء كبيرا في صفوف المصلين لأنه استغل الحادث ليربط عقوبة الله بالتجارة في المخدرات”، وقد استغلت اليومية المذكورة الفرصة لتصفية حسابها مع الخطيب المذكور، وادعت مرة أخرى أن “الخطيب السلفي المعروف بخطبه المتشددة ومهاجمته المستمرة لمهرجان “موازين” وتحريضه ضد السياسيين العلمانيين ضمنهم أحمد عصيد وهجومه اللاذع على فيلم نبيل عيوش ولبنى أبيضار” (الصباح؛ 01/02/2016).
المثير فيما نشرته الصحافة حول هذا الموضوع هو ارتداء يومية “الأحداث” جبَّة عالم الدين، وتذكيرها بكل “ورع” أن الخطيب عليه “ألا يحرض الناس على الناس”، وأن من يعرفون حقيقة الدين الإسلامي “يعرفون أن رحمة الله وسعت كل شيء وأن الحق سبحانه وتعالى لا يؤاخذنا بذنوبنا ولا بذنوب السفهاء منا” (الأحداث 01/02/2016).
لو لم أتمالك نفسي لذرفت عيناي واقتنعت بوعظ “الأحداث” الإرجائي الذي يخالف النصوص الواضحة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.