نقابي هويتي قبل أن يكون حريتي!! لطيفة أسير

كم تُستفز أيها الوطن.. وكم تغدو حليما وأنت تبتلع كل هذه التجاوزات التي تسعى للنيل من ثوابتك وقيمك ومعالم دينك!!
طبيعي أن يثير قرار منع بيع وخياطة النقاب حفيظة الكثيرين لأننا نعيش في بلد إسلامي، وطبيعي أن تثور ثائرتنا ونحن نرى الخناق يضيّق على مظاهر النقاء والطهر، والحبل يطلق على الغارب لكل ناعق ونابح على قيمنا ومبادئنا الإسلامية.
لكن غير الطبيعي هو أن نلتزم الصمت ونلزم الحياد ونتغافل عن قرارات تطعن في ديننا. غير الطبيعي أن يمارس القيمون على الشأن الديني دور المتفرج المستضعف، ولا ينبسون ببنت شفة وهم يبصرون التهم توجّه جزافا لكل من آثر التزام شرع الله.
من نافلة القول الجزم بأن الحديث عن اللباس في زمننا صار حرية شخصية، ليست له ضوابط تحكمه سوى الهوى والقناعات الشخصية، لهذا بتْنا نرى نساءنا كاسيات عاريات، مائلات مميلات، دون أن يُحرّك المسؤولون مساطر قانونية لردع من يبيع الملابس المخلّة بالحياء أو يخيطها. أيّهُمْ أشد خطرًا على بلدنا: السفور والعهر، أم الستر والطهر؟ ومن أولى بالحجر عليه والحجز على مبيعاته، من يفسد نساء المغرب، أم من يسعى لسترهن وعفتهن !؟
طالما “صايتي – حريتي” كانت تعبيرا عن الحرية الشخصية للمواطنة المغربية في ارتداء ما شاءت من اللباس، ونوهت بها الكثير من الجمعيات الحقوقية، فإن النقاب أيضا حرية شخصية للمرأة المغربية التي شاءت السير في طريق الله.
ومهما كانت المبررات التي سيقت لإصدار هذا القرار الآثم، فإنها تبقى غير مقنعة ولا تكسب هذه القرارات أية شرعية، والحرب على كل ما هو ديني في بلد مسلم، أكدت التقارير الدولية أن به أعلى نسبة تدين بين الشباب في العالم العربي خطوة غير مأمونة العواقب، وتصرف لا مسؤول يرفضه كل مغربي مسلم حرّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *