فجأة وبدون سابق إنذار تفجرت حملة مغرضة استهدفت كتب السنة بصفة عامة وصحيح الإمام البخاري بصفة خاصة.
الحملة كالعادة قادها فصيل استئصالي لطالما ادعى رموزه احترام عقائد وقناعات وتدين الآخر وإن اختلفوا معه..
لكن كل هذه الشعارات الجوفاء سرعان ما تتهاوى حين يتعلق الأمر بتراث المسلمين ومقدساتهم..
جميعنا نتذكر أن مثل هذه الحملات المغرضة تتكرر بين الفينة والأخرى، وقد سبق لمنبر مخبول أن ادعى بأن البخاري الذي توفي منتصف القرن الثالث الهجري كان “وهابيا”، أي على مذهب محمد بن عبد الوهاب النجدي الذي توفي مطلع القرن الثاني عشر الهجري، وأضاف بـ”أن صحيح البخاري صنم وضعته الحركة الوهابية أضحى ورقة بيضاء في يد الماسكين بأمر الإفتاء ليشهروها في وجه كل من “اقترف” خطيئة “التفكير”.
وفي هذا الإطار سبق ونشر المتطرف عصيد، الذي وصف رسائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالإرهابية، منشورا على صفحته بالفيسبوك، أرفقه بكاريكاتور يسخر من البخاري ومسلم، صدّره بنقل عن محمد شحرور جاء فيه: (إن ضررَ ما يسمى كتبَ الحديث أكبرُ بكثير من نفعها، هذا إن كان فيها نفعٌ أصلا).
فالهجوم على الجامع الصحيح للإمام البخاري وكتب السنة هجوم بالأساس على الإسلام، واستهداف للمصدر الثاني من مصادر التشريع، ذلك أن السنة، وفق ما ذكره علماء الشريعة، شارحة للقرآن ومبينة لكثير من أحكامه.
وإذ نفتح ملفا حول هذا الموضوع نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حذرنا من سلوك هذا السبيل فقال: “يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله”.