د. فؤاد بوعلي: استوزار بلمختار الغرض منه تمرير مشروع الفرنكوفونية في التعليم حاوره: إبراهيم بيدون

دون استحضار لنظرية المؤامرة؛ يكفي أن نذكر أن السيد بلمختار كان من بين حضور “ندوة زاكورة” أياما قلائل قبل أن يصبح وزيرا للتربية الوطنية، وانتماؤه المعرفي يؤكد أن إقحامه في حكومة بنكيران الثانية كان الغرض منه تمرير مشروع الفرنكوفونية بعد أن تأفف الوزير السابق عن ذلك.

أثارت اتفاقية وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار مع نظيره الفرنسي القاضية باعتماد “الباكلوريا الفرنسية” في التعليم الثانوي، ردود فعل قوية من عدة هيئات وشخصيات، ومن بينها الدكتور فؤاد بوعلي الذي اخترنا في “السبيل” أن نجري معه هذا الحوار:

1- بعد مقترح تلهيج لغة التدريس وما أثاره من ضجة على مستوى النقاش فقط، كيف تلقيتم توقيع اتفاقية اعتماد “البكالوريا الفرنسية”، وكيف سيتم تفعيلها؟
نعتقد أن التوقيع الأخير ليس إلا امتدادا لمقترح تلهيج التدريس. ودون استحضار لنظرية المؤامرة يكفي أن نذكر أن السيد بلمختار كان من بين حضور “ندوة زاكورة” أياما قلائل قبل أن يصبح وزيرا للتربية الوطنية، وانتماؤه المعرفي يؤكد أن إقحامه في حكومة بنكيران الثانية كان الغرض منه تمرير مشروع الفرنكوفونية بعد أن تأفف الوزير السابق عن ذلك.
لذا فإن الأمر يدخل في مسار واحد يروم فرنسة التعليم المغربي والعودة للخلف بدل العمل على تنزيل السياسة اللغوية الوطنية التي أتى بها الدستور الجديد. لذا الاتفاق الجديد ليس إلا فصلا من فرض التبعية للمركز الفرنكفوني الذي أعلن فشله اللغوي والتعليمي في عقر داره.

2- لماذا هناك إصرار على تكريس التبعية للغة الفرنسية في المغرب؟
الأمر يتعلق بمصالح نخبة ارتبط وجودها الطبقي باللغة الفرنسية. فيكفينا التذكير بما ووجهت به دفاتر التحملات التي قدمها وزير الاتصال في بداية ولايته لنفهم أن هذه النخبة قد غدت مصالحها المادية ومنافعها مرتبطة بوجود الفرنسية وبالعلاقة مع المستعمر القديم/الجديد.
فالأمر لا يقتصر على الانتماء المعرفي والثقافي بل يندرج في إطار المصالح الذاتية التي ستفقدها هذه النخبة حين تعرب المعرفة وتغدو آنئذ المعلومة مشاعة والمعرفة ممكنة لكل أبناء الشعب ولا يبقى أي تميز لهذه الطبقة.

3- هل يمكن اعتبار هذه الخطوة حلقة من مسلسلة إفشال منظومة التعليم في المغرب، وأن الفرنكفونيين يصرون على تقوية تعليم النخبة على حساب التعليم العمومي؟
صحيح، فمن المبادئ الأساسية للتعليم أن وجود لغة مشتركة أهم من وجود عملة مشتركة، وأنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون اللغة الوطنية التي يمكنها ضمان ديمقراطية المعرفة ونشر المعلومة، لذا فالإصرار على لغة المستعمر يعني إصرارا على نخبوية المعرفة وقصرها على فئة منتمية إلى الفضاء الثقافي الفرنسي وتأهيلها لقيادة الدولة.
ولعل الإصرار على تسويق نموذج الأقسام التحضيرية كنموذج ناجح وتقوية تبعيته لفرنسا بالرغم من فشله البين في ترسيخ التنمية دليل على فشله الذاتي وفشل الدولة الراعية. لذا فالرهان ليس على نموذج ناجح ولكن على مصالح فئوية ترهن مستقبل الوطن من أجل منافع طبقية.
الإصرار على تسويق نموذج الأقسام التحضيرية كنموذج ناجح وتقوية تبعيته لفرنسا بالرغم من فشله البين في ترسيخ التنمية دليل على فشله الذاتي وفشل الدولة الراعية. لذا فالرهان ليس على نموذج ناجح ولكن على مصالح فئوية ترهن مستقبل الوطن من أجل منافع طبقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *