عندما ينتهك الغرب حرية التعبير ويمارس الإرهاب الفكري من أجل أكذوبة “الهولوكوست”! بابا النصارى ينتقد بشدة أسقفا شكك في تفاصيل المحرقة عبد الله الشرقي

قال بابا الفاتيكان إن إنكار “المحرقة” اليهودية غير مقبول خاصة من رجل دين، في إشارة إلى أسقف رُفع عنه الحرمان الكنسي شكك الشهر الماضي في عدد اليهود الذين قتلهم النازيون.
وكان “بنديكت السادس عشر” يتحدث يوم الخميس 12 فبراير الجاري بالفاتيكان إلى وفد مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية، مؤكدا أن “الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ملتزمة بعمق وبلا تراجع برفض كل أشكال معاداة السامية” وبالاستمرار في علاقات جيدة ودائمة بين النصارى واليهود.
وقال كذلك: “مما لا شك فيه أن أي إنكار وتقليل من حجم هذه الجريمة البشعة لا يمكن التساهل إزاءه، وهو أمر مرفوض تماما”.
وقال أيضا إن “هذا الفصل الرهيب في تاريخنا (الهولوكست) يجب ألا ينسى أبدا”، وهو يصلي كما فعل البابا الراحل بولس الثاني، ليغفر الله للنصارى الذين اضطهدوا اليهود لقرون.
وعقَّب على تلك التصريحات الحاخام الأمريكي “آرثر شناير” بقوله: “أشعر وبشكل واضح أنه لا مكان في الكنيسة لأي شخص في قلبه كراهية، ويؤيد معاداة السامية وإنكار المحرقة”.
وأكد البابا أخبارا تحدثت عن زيارة قريبة ستقوده إلى الكيان الصهيوني، برمجت مبدئيا في شهر ماي القادم.
وكانت جماعات يهودية وكاثوليك قد انتقدوا البابا بشدة بعد قراره رفع الحرمان الكنسي عن أسقف منشق اسمه “ريتشارد وليامسون” قال بلقاء مع تلفزيون سويدي قبل ثلاثة أسابيع إنه لا وجود لغرف الغاز، وعدد من قضوا من اليهود هو ثلاثمائة ألف لا ستة ملايين كما يتداوله كثير من المؤرخين.
وطرد “وليامسون”، وهو من أخوية القديس بيوس العاشر، من الكنيسة عام 1988م بعد أن نصب أسقفا دون موافقة الفاتيكان.
وطلب الفاتيكان من الأسقف “وليامسون” التراجع عن تصريحاته، لكن هذا الأخير قال إنه يحتاج لمزيد من الوقت لمراجعة الأدلة.
وكانت المستشارة الألمانية “ميركل” قد قالت عقب الكلام عن احتمال رفع الحرمان الكنسي على الأسقف “وليامسون”: “إذا اتخذ الفاتيكان قرارا يثير الانطباع باحتمال إنكار المحرقة فإن هذا لا يمكن تجاهله”، مؤكدة أنه يتعين على البابا والفاتيكان “أن يؤكد بوضوح أنه لا يمكن أن يكون هناك إنكار للمحرقة، وهذا التأكيد لم يصدر بالوضوح الكافي”.

الحقيقة الوحيدة في زمن كذب
هكذا نقل الخبر، وهكذا سمعناه من فم أكبر رمز ديني عند النصارى (البابا)..
ففي زمن النشوة بحرية التعبير، يدان من يشكك في المحرقة اليهودية كما يحكيها الكهنة والحاخامات اليهود، لأن العقد الصامت بين النصارى واليهود يقتضي تجريم من يعادي السامية، حتى يبقى المسوغ القوي للتعاطف مع الكيان الصهيوني وتستمر محرقة المسلمين في فلسطين، ومن شكك في المحرقة فهو عدو لـسامية الإرهابيين الصهاينة أمثال “هرتزل” و”مناحيم بيغن” و”موشي ديان” و”كولدامايير”، والحاخام الدموي “عوفاديا يوسف”، والمتطرف “شموئيل إلياهو”، والجزارة الشقراء “تسيبي ليفني” عميلة “الموساد” سابقا.
في زمن تكذب فيه الحقائق المطلقة بحجة نسبية الحقيقة، بينما تجعل “الهولوكوست” حقيقة مطلقة!!
في زمن يكذب فيه الرب سبحانه وتعالى باسم لا حقيقة وراء الطبيعة، يجرم فيه من قال دلوني على حقيقة المحرقة!!
أليست الثقافة الغربية مبنية في مجملها على مبدأ الشك الديكارتي؟ فلماذا يضطهد الإنسان ويظلم لأجل التشكيك في حدث تاريخي؟
هذا ما وقع مع العديد من المفكرين والمؤرخين، الذين لم يشفع لهم انتسابهم لدول اتخذت من حرية التفكير والتعبير دينا بعد إسقاط حكم الكنيسة، ولم تحمهم قوانينهم الليبرالية العلمانية، فـ”روجي غارودي” رغم أنه ابن دولة الحرية والمساواة أدين لمَّا شكك في المحرقة، لأن اللوبي اليهودي في بلده أكبر من قوانين الثورة وقيم ومثل عصر الأنوار (عصر الظلمات).. وهذا ما يفسر لماذا رفضت كل دور النشر التعامل معه بعد تشكيكه في المحرقة، كما يفسر لماذا يسارع السياسيون ورجال الكنائس إلى إرضاء اليهود.

هيمنة اللوبي اليهودي على الغرب
إن الغرب الصليبي أصبح غير قادر على مخالفة توجهات اللوبي اليهودي الصهيوني الذي صار كالورم المنتشر في جسد حكومات العالم، ومهيمنا حتى على المنظمات الدولية، لذلك نجد كل القرارات الأممية، والمواقف الدولية هي دائما في خدمة الكيان الصهيوني..
ففي الوقت الذي يجب على العالم أن يتحرك ليجرم القادة الصهاينة على المحرقة التي قاموا بها في غزة على مرأى من العالم والتي لا تحتاج إلى إثباتات علمية ولا إلى دراسات تاريخية، حرَّك اللوبي الصهيوني قضية الأسقف المحروم، في دولة الفاتيكان ليتم الضغط من جديد على البابا فيعلنها عن نفسه وأسلافه بأنه تائب إلى الرب “يهوه” ومتبرئ من كل من حدثته نفسه بالتشكيك في الحقائق اليهودية حول المحرقة، أو يدعو لمزيد من البحث والتحقيق في عدد اليهود الذين أحرقتهم أفران من أشعل فتيل الحرب العالمية الثانية الديكتاتور “أدولف هتلر”..
ثم أليست الفترة التي حدثت فيها محرقة اليهود هي الفترة نفسها التي كانت فيها جيوش الدول الأوربية آلاتها الحربية الامبريالية تعيث في أرواح المسلمين قتلا وفي بلدانهم فسادا، فقدت على إثرها الجزائر وحدها مليون شهيد..، والعجيب أن فرنسا التي قتلت الملايين من المسلمين خلال مدة احتلالها ترفض أن تعتذر للجزائر عن قتل مليون إنسان بينما تضطهد ابنها ومفكرها جارودي لأنه شكك في المحرقة، هذا رغم أن الجزائر لا تفوت مناسبة إلا وتطالب فيها فرنسا بالاعتذار لما اقترفته من جرائم إبادة لتحقيق خطة الإدماج التي كانت تنتهجها مع الجزائريين..
إن “البابا” حاكم دولة الفاتيكان التي يدين لها بالولاء كل كاثوليكيي العالم لا يستطيع أن يجرم اليهود على ما فعلوا من جرائم طوال تاريخهم الدموي، ما دام قد برأهم من جريمة صلب المسيح عليه السلام حسب اعتقاده الباطل، فكيف يتصور منه إصدار أمر يمس حقائق ومقدسات اليهود والصهاينة؟
إن اليهود على مر التاريخ يأخذون حقوقهم أضعافا مضاعفة ولا يؤدون للناس من حقوقهم شيء، اليهود قبل المحرقة وبعدها كانوا أبطال مسلسلات الإبادة في فلسطين ضد المسلمين فهل قدم اليهود اعتذاراً بذلك؟
إننا نعيش زمن تحريف الحقائق النصرانية في سبيل تصديق الأكاذيب الصهيونية، لمحاربة أمة الإسلام التي لا تدين بالولاء لا إلى “باباوات” النصارى ولا إلى “حاخامات” اليهود، بل تدين بالولاء لرب الأرض والسماء، وفي سبيل تحقيق ذلك تشن عليه الحروب من أتباع الباباوات والحاخامات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *