النّملة في الأرض، يرزقها رب العالمين: “وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” (هود 6).
والطيور في السماء، يُطعمها الغفور الشكور: “.. كما يرزق الطير تغدو خِماصا وتروح بطانا”.
والسمك في الماء، يرزقه رب الأرض والسماء: “وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ” (الأنعام 14).
وأنت أيها الآدمي أزكى من النملة والطير والسمك لأن الله سبحانه وتعالى خلقك بيده وأسجد لك ملائكته.
فلا تحزن على رزقك وقل: “علمت أن رزقي بين يدي ربي فاطمأن قلبي”.
عليك بالسعي والبحث عن السبب المشروع للحصول على رزق طيب حلال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يستبطئن أحد منكم رزقه، فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا يُنال فضلُه بمعصيتِه”. (رواه الحاكم).
وأنت أذكى المخلوقات، ومأمور بالتدبر والتعقل والتذكر والتبصر: “أَفَلَا يَعْقِلُونَ” (يس 68)، “أَفَلَا تَذَكَّرُونَ” (الصافات 155)، “أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (القصص 72)، والآيات الشرعية في هذا المجال عديدة، يتلوها ويتدبرها كل مُحِبّ لكتاب الله عز وجل؛ مجمعِ الرحمة ونبراس الهداية، وشافي القلوب والأبدان من العقد والأسقام.
.. اعلم أن سبب ضيق الصدر؛ هو البعد عن رب العزة، فكم من غني معافى، أعرض عن مولاه وازدرى نِعَمه، فسلبه ربه العافية وابتلاه بالفقر فأضحى عرضة للضياع والآلام الفتاكة:
“يَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ” (هود 52).
“وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” (طه 124).
الأهم هو صلتك بمولاك، الضامن لرزقك؛ كيف هي هذه الصلة؟ لا بد أن تكون من أمتن الأواصر، وأن تكون لا انفصام لها:
احفظ الله يحفظك، احرص على أداء ما افترض عليك، قم من الليل؛ صَلِّ والناس نيام، لِيَكُن همُّكَ رضى المنان، وسترى وتفاجأ بالنتيجة الطيبة التي لا تخطر لك على بال:
“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” (الطلاق 2).