من تأمل حالنا مع هذا القرآن العظيم يجد فرقا شاسعا بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه، إهمال في القراءة والترتيل والتلاوة، وتكاسل عن الحفظ والمراجعة، وغفلة عن التدبر والعمل، والأعجب من ذلك أن نرى كثيرا من النساء ضيعن أوقاتهن في القيل والقال، والاشتغال بسفاسف الأمور، أو مطالعة الصحف والمجلات، ومشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني والملهيات، ولا يجدن لكتاب الله في أوقاتهن نصيبا، بل إن بعضهن إن قرأنه لم يحسنّ نطق ألفاظه ولا تدبر معانيه وفهم مراده، فيمررن على الآيات التي طالما بكى منها الباكون وخشع لها الخاشعون، فلا ترق قلوبهن، ولا تخشع نفوسهن، ولا تدمع عيونهن، بل إنهن لا يفهمن معانيها وكأن أمرها لا يعنيهن..
ثم إنك لو سألت نفسك عن معاني الآيات التي تكررينها ولا تكررين غيرها -مع الأسف- لم تجدي جوابا! فما معنى الصمد؟ ما معنى غاسق إذا وقب؟ ما معنى الخناس؟ ما معنى سجيل؟
لا يجد لها جوابا إلا القليل منا، أليس هذا هجرانا؟
علنا أخواتي أن نضع نصب أعيننا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والقرآن حجة لك أو عليك” رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه” رواه مسلم .
قال عبد الله بن مسعود: من أحب أن يعلم أنه يحب الله فلينظر إلى القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله.
وقال عثمان: “لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا “.
فلنعد أخواتي إلى كتاب الله مادمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته .