عن أم سعيد بنت سعد بن ربيع قالت: “دخلت على أم عمارة فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد. قالت: “خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين.
فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله، فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح.
قالت: “فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف، فقلت: يا أم عمارة من أصابك بهذا؟”
قالت: “أقبل ابن قميئة -وقد ولّى الناس عن رسول الله- يصيح: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا!
فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان …. وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا.
ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد، فشَدّت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزيف الدم.
ولقد مكثنا ليلتنا نُكَمّد الجراح حتى أصبحنا، فلما رجع رسول الله من الحمراء، ما وصل إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها، فرجع إليه يخبره بسلامتها، فسُرّ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم”.
(رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 8 / 413).