ثمرات العفاف

هذه بعض ثمرات عفاف أولئك الفتيان والفتيات الذين ارتفعوا عن الشهوات، وكفوا أنفسهم عن المحرمات.. نذكرها لتكون لهم عوناً بعد الله تعالى على ثباتهم ومضيهم في دربهم.. فمن تلك الثمرات:
1- ضمان النبي صلى الله عليه وسلم للعفيف دخول الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: “من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ـ أي الفرج ـ أضمن له الجنة” (البخاري 6474).
2- إظلال الله لمن عفّ عن الفاحشة في ظل عرشه: يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..وشاب دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله” (البخاري 660، ومسلم 1031).
3- العفة سبب لسلامة الإنسان والمجتمع من الشرور والآفات، ومن انتشار الفساد والأمراض الفتاكة كالسيدا والزهري، والسيلان ونحوها من الأمراض الجنسية المنتشرة.
4- العفة سبب للبعد عن سخط الله تعالى وعقابه العام والخاص، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم..” رواه الحاكم وصححه.
5- العفيف مضاعف الثواب: فكلما تضاعفت دواعي الفتنة والفجور استلزم ذلك قدرا أكبر من التقوى والصبر عن المعاصي، مما يجعل صاحبه في ميزان أعدل الحاكمين أوفر جزاء، وأجزل ثوابا، ففي الحديث: “العبادة في الهرج كهجرة إليّ” رواه مسلم، وذكر أن أجر العامل منهم -أي من المؤمنين العالمين في وقت الفتن- كأجر خمسين من صحابته صلى اله عليه وسلم.
6- قوة الإرادة: ذلك أن العفة تتطلب قدراً كبيراً من الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، ليقهر سلطان التقوى سلطان الهوى: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى” (النازعات) .
وقوة الإرادة من الأسس الهامة لبناء الشخصية الإسلامية، فهي التي تمكن المسلم من التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، وأداء الأوامر الإلهية، قال تعالى: “وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً” (الإسراء).
7- تفريج الكربات: كما حصل لأولئك الثلاثة الذين انحدرت عليهم الصخرة فأغلقت عليهم باب الغار، فقال أحدهم: “اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه..) فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون.
وفي الختام: نسأل الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغني، وأن يجعلنا من عباده الصالحين المصلحين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح أحوال المسلمين، وأن يهدي ضالهم وأن يرده إلى الحق ردا جميلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *