علم وعمل:

قال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}(سورة التحريم، الآية: 12).

قال الإمام السعدي رحمه الله: “وقوله: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} أي: صانته وحفظته عن الفاحشة، لكمال ديانتها، وعفتها، ونزاهتها.

{فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} بأن نفخ جبريل عليه السلام في جيب درعها فوصلت نفخته إلى مريم، فجاء منها عيسى ابن مريم، الرسول الكريم والسيد العظيم.

{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة؛ فإن التصديق بكلمات الله، يشمل كلماته الدينية والقدرية، والتصديق بكتبه، يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل.

ولهذا قال: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}أي: المطيعين لله، المداومين على طاعته بخشيةٍ وخشوع، وهذا وصف لها بكمال العمل، فإنها رضي الله عنها صِدّيقة.

والصديقية: هي كمال العلم والعمل”.

[تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ج 1 / ص 874)].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *