قال الله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(سورة النور؛ الآية: 31).
تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل”.
[رواه أبو داود في المراسيل (437) وصححه الألباني].
تفسير الصحابة رضي الله عنهم:
قال الصحابي الجليل، ترجمان القرآن؛ عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
“﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ قال: “الكف ورقعة الوجه”.
[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/383) بسند صحيح]
وقال الصحابي الجليل، مُلازمُ السنة؛ عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
“الزينة الظاهرة: الوجه والكفان”.
[رواه ابن أبي شيبة (3/384) بإسناد صحيح]
تفسير الإمام الطبري رحمه الله:
قال شيخ المفسرين؛ الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله:
“وقوله:(وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) يقول تعالى ذكره: ولا يُظهرن للناس الذين ليسوا لهن بمحرم زينتهنّ وهما زينتان: إحداهما: ما خفي… والأخرى: ما ظهر منها، وذلك مختلف في المعنِيّ منه بهذه الآية…، وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: عنى بذلك: الوجه والكفان”.
[جامع البيان عن تأويل آي القرآن: (ج 19 / ص: 155 – 158)]
تفسير الحنفية:
قال عالِم الحنفية؛ العلامة الطحاوي رحمه الله:
“وقد قيل في قول الله عز وجل: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} أن ذلك المستثنى هو: الوجه والكفان…، وهذا كله قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمة الله عليهم أجمعين”.
[شرح معاني الآثار: (ج 3 / ص.16)].
تفسير المالكية:
قال عالِم المالكية؛ العلامة عليش رحمه الله:
“.. لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} وَذَلِكَ الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ”.
[منح الجليل شرح مختصر خليل: (ج 16 / ص. 51)]
وقال عالِم المالكية؛ العلامة القرافي رحمه الله:
” وقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} يقتضي العفو عن الوجه واليدين..”.
الذخيرة في الفقه المالكي: (ج 2 / ص. 105)] ]
تفسير الشافعية:
قال عالِم الشافعية؛ العلامة الشيرازي رحمه الله:
“وأما الحرة فجميع بدنها عورة إلا الوجه والكفين لقوله تعالى:{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}”.
[المهذب مع المجموع: ج 3 / ص. 173].
تفسير الحنابلة:
قال عالِم الحنابلة؛ العلامة ابن قدامة رحمه الله:
“وَقَالَ مَالِكٌ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالشَّافِعِيُّ: جَمِيعُ الْمَرْأَةِ عَوْرَةٌ إلَّا وَجْهَهَا وَكَفَّيْهَا؛ لِأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} قَالَ: الْوَجْهَ وَالْكَفَّيْنِ”.
[المغني: ج3 / ص. 53].
تفسير الظاهرية:
قال عالِم الظاهرية؛ العلامة ابن حزم رحمه الله:
“{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} الآية؛ فذكر الله عز وجل في هذه الآية زينةً ظاهرة تبدى لكل واحد؛ وهى الوجه والكفان على ما بَيّنّا”.
[المحلى بالآثار: (ج 10 / ص. 32)]
تفسير العلماء المتأخرين:
قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور؛ مفتي تونس وكبير علمائها (م 1284 هـ) رحمه الله:
“فمعنى {ما ظهر منها}: ما كان موضعه مما لا تستره المرأة؛ وهو الوجه والكفان”.
[التحرير والتنوير: (ج 9 / ص. 470)]
تفسير العلماء المعاصرين:
قال العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني؛ شيخ المحدثين في زمانه (م 1400 هـ)، رحمه الله:
“ومما تقدم بيانه، يتضح ثبوت الشرط الأول في لباس المرأة إذا خرجت؛ ألا وهو أن يستر جميع بدنها إلا وجهها وكفيها”.
[جلباب المرأة المسلمة: (ج 1 / ص. 114)]
خلاصة:
أجمع علماء الإسلام أن سِتر المرأةِ لبدنها أمام الأجانبِ واجبٌ إلا وجهها وكفّيها، ومن العلماء من ذهب إلى وجوب سترهما أيضا؛ وهو رواية في المذهب الحنبلي، واختاره طائفة من المفسرين، وذهب إليه جمع من المعاصرين؛ كالعلامة الإمام محمد بن عثيمين..رحم الله الجميع.
وليس لعلماء الإسلام -أجمعين أكتعين أبصعين- في تفسير هذه الآية الكريمة قول غير هذين القولين، إلا قولا شاذا يبيح كشف القدمين.
فهل يَحِلّ بعد هذا لِعاقلٍ -فضلا عن مؤمن- أن يَدّعِي بأن الحجاب ليس من الإسلام؟!!!
وهل يُعقل أن يَدّعِي أحد؛ أن القرآن ليس فيه ما يدل على وجوب الحجاب على المسلمة؟!!!!!
هذا لا يصدر إلا من سفسطائي، أو جاحد يُكابر لغرضٍ في نفسه:
تعالم العَلمانيين:
قال المستغرب قاسم أمين:… قال المستشار العشماوي: .. قالت النصرانية روزا اليوسف: ..قالت الرُّوَيْبِضَة إلهام مانع..!!!
[صحيفة الأحداث المغربية] !!
وهذا ما سنتناوله في العدد القادم إن شاء الله ..