تتمتع نساء أوربا وأمريكا بنعيم المادة المهين، ويشاد بهن في المنتديات واللقاءات..، وتتعرى المرأة الإفريقية لتثبت وجودها الحيواني على موائد اللئام والكلاب لتحقق حلمها الحقير في نيل الشهرة والمال..، وتعيش نساء أمريكا اللاتينية حياة المجون وهن اللواتي لا يعشن إلا من أجل لذة الفروج..، وتتقلب نساء آسيا بين النعيم ومنهن من تعاني بسبب فقر دولهن..، وتبقى المرأة الفلسطينية سيدة نساء العالم في الصبر والصمود وبذل الروح والتضحية بالزوج والولدان والأحبة والإخوان في سبيل نصرة قضية أمتها..
لقد لعبت المرأة الفلسطينية دورا مميزا وهاما على صعيد النضال والمقاومة لإيمانها بأهمية مشاركتها ودورها في عملية استرجاع الأقصى المبارك وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وإننا حين نتحدث عن الأم الفلسطينية فإننا نتكلم عن المجاهدة والمناضلة وربة البيت الصامدة وأم الشهيد والشهيدة.
إنها المرأة التي بفطرتها وتربيتها تدرك تمام الإدراك أن المعركة المنتصرة وحق تقرير المصير والدولة والحرية لا تتم بدون تقديم الشهداء الأبطال، فهي بوعي تقدم الشهداء وتكبت صرخاتها داخل أنفاسها وتبقى محبوسة في صدر أم الشهيد أو الشهيدة لأنها عرفت دائما أن الدفاع عن قضية الأمة ومحاربة العدو الصهيوني أغلى من الروح لذلك لا تنزوي في ثياب الحداد..
لقد قدمت الأم الفلسطينية وخلال عقود من الزمن آلاف الشهداء، قدمت فلذات أكبادها قرابين لله عز وجل وهي صامدة، نراها تسعف جريحا من أولادها، وتشيع آخر إلى مقبرة الشهداء، وتزور آخر أسيرا في أحد سجون الاحتلال، وتحمل بيدها الحجارة لتقاوم وتقاوم فهي التي تحمل الإرادة لتلد الانتفاضة تلو الانتفاضة..
إنها المرأة التي رغم الحصار تقاوم من أجل لانتصار.
إنها الأم التي تلد مشاريع المقاومة والجهاد.
إنها الأم التي تتحمل أسى وحزن الكثير من الأمهات اللواتي يرفلن وأبناءهن في نعمة الأمن والاستقرار.
إنها الأم التي إذا مات ابنها ترفع صوتها بالتكبير والتهليل.
إنها الأم التي لا تنتظر عودة ابنها، لأنها زفته منذ ولدته شهيدا بين يدي ملائكة الرحمة إن شاء الله.
إنها الأم التي تذكرنا بالصحابيات في المشاركة في الجهاد.
لقد أثبتت المرأة الفلسطينية لنساء العالم الإسلامي نبل رسالتها، وصدق تحملها للمسئولية، وقوة عزيمتها، وصبرها الكبير في مواجهة تسلط الآلة الهمجية الصهيونية، التي لم تراع أنوثتها، ولم تهتم بأمومتها، بل راحت تغتصب عذريتها، وتمزق أبناءها أشلاء بين يديها، رمّلتها، يتّمت أبناءها..
لكن الصبر والصمود مبدأها الذي يجعلها لا تنسحب من معركة الحق الإسلامي في مقابل الباطل الصهيوني-الصليبي..