رسالة للاهثات وراء سراب النجومية والشهرة إبراهيم الوزاني

تتمنى الكثيرات من بنات المسلمين اعتلاء سلم الشهرة ولو كان ثمن ذلك التضحية بكل ما يملكن من قدر وشرف وعفة وحياء وأنوثة..، ظنا منهن أن تحقيق هذه الشهرة هو قمة السعادة التي تحلم بها كل امرأة..
ولمثل هؤلاء اللاهثات وراء نيل الشهرة أقول لهن، لتكن لكن عبرة فيمن وصلن الذروة وقمة النجومية والشهرة كأمثال “داليدا” و”مارلين مونرو”.. ولتكن لكن في خاتمتهن عبرة.
فهذه “النجمة العالمية داليدا” لعقود كانت هي ملكة الغناء في فرنسا بل في العالم، الكثير أحبها وعشقها لصوتها وأسلوبها، ولم تتردد في الغناء بلغات كثيرة حتى تتواصل مع كل معجبيها في أنحاء العالم.
ورغم شهرتها وثروتها وجمالها إلا أن حياتها الخاصة كانت أشبه بمسرحية مأساوية منذ بداية زواجها حتى نهايتها، فرغم تعلق قلوب الملايين بها لم تظفر بقلب رجل واحد يكون زوجا لها، حتى أن زواجها الوحيد انتهى في نفس السنة..، وبسبب سلسلة من الإخفاقات في حياتها الشخصية كان الحل الوحيد أمامها رغم كل الشهرة والنجومية إنهاء حياتها بعملية انتحارية، فما أغنت عنها شهرتها التي ضحت بكل ما تملك من أجلها؟ وما نفعها جمهورها الكبير وهي تعاني اللحظات الكئيبة قبل أن تقدم على الانتحار؟ إنه شؤم نجومية الغناء! إنها ضريبة الانسلاخ عن التدين (بالإسلام) والانغماس في أوحال الشهرة؟
ومثلها “مارلين مونرو” أشهر ممثلة إغراء أنهت حياتها بعملية انتحار، وتركت نصيحة لكل من تريد الشهرة، فاقرئيها يا نجمة الستار، و”استوديو دوزيم”، وإكسير النجاح، ومهرجانات السينما: “احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت، الحياة العائلية الشريفة على كل شئ.. إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية..”.
وتقول في النهاية:
“لقد ظلمني كل الناس، إن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة، إني أنصح الفتيات بعدم العمل في السينما والتمثيل، إن نهايتهن إذا كن عاقلات كنهايتي..”.
وأما الدكتورة درية شفيق أكبر داعية لتحرير المرأة في تاريخ مصر مع خليلتها هدى شعراوي، فبعد طلاقها من زواج لم يزف بعد، يقول عنها الكاتب مصطفى أمين الذي كان جارا لها في كتابه “شخصيات لا تنسى”: “وبقيت درية شفيق شبه مسجونة في شقتها في الدور السادس بعمارة وديع سعد طوال 18 عاماً، لا تزور أحداً ولا يزورها أحد!
وكنتُ أراها من وقت لآخر في مصعد العمارة -لأنها كانت جارتي- بلا زينة ولا طلاء، في فستان قديم، وقد كانت قبل ذلك ملكة للجمال وملكة للأناقة، وجهها شاحب، عيناها تبكيان بلا دموع، شفتاها ترتعشان بلا نطق، قلبها ينـزف بلا دم، روحها تصرخ بلا صوت، كانت هذه المرأة أشبه بالشيخ، امرأة ميتة تمشي خرساء برغمها..
وبعد ظهر يوم 20 أيلول (سبتمبر) 1975م عدتُ إلى بيتي بعد أن تناولت الغداء في أحد الفنادق، وفي ردهة العمارة رأيت جمعاً من الناس يلتف حول ملاءة بيضاء، وسألت: ماذا حدث؟ قالوا: إن سيدة ألقت بنفسها من شرفة الطابق السادس.
ورفعتُ الملاءة البيضاء ووجدت جثة جارتي درية شفيق!”.
فهل ترغبين يا فتاة الإسلام في خاتمة سيئة كخاتمة مثل السوء، أم تريدين أن تعيشي حياة طيبة ملؤها الطمأنينة والسكينة والود والاحترام المتبادل مع من يُرضَى دينه وخلقه؟
قولي نعم، وأسوتي في ذلك أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات، ورجائي أن ألد وأربي قائدا يرفع عن أمتي الذل والهوان، وهذا شرف به يرفع ذكري ويبقى في دفتر الزمان!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *