يا أمَة الله إياك والغيبة فرمضان شهر الحسنات

الغيبة آفة خطيرة ومرض منتشر بين الكثير من المسلمين والمسلمات ولا يكاد يسلم منه إلا من رحمه الله وتداركه برحمته وعفوه وتوفيقه وهدايته، والحقيقة أن التساهل بأمر هذه الكبيرة وعدم إنكارها بين الخاصة والعامة جعلتها أمراً مستساغاً.. وكثير من المسلمين والمسلمات يحجزون أنفسهم ويملكون زمامها عن الوقوع في كثير من الأمور المحرمة ولكنهم لا يستطيعون الابتعاد عن الغيبة وذلك بسبب تزيين الشيطان للمرء الوقوع في عرض أخيه.

وهذه الآفة هي في النساء أكثر من الرجال فعليك يا أمة الله، يا من أنعم الله عليكِ بنعمة الكلام ألا تسَخِّرِي نعمة الكلام إلا فيما يرضي الله تعالى، ذلك أن ذِكرُكِ لأخواتك وإخوانك في غيبتهم بما يكرهون لا يرضاه الله تعالى وهو من كبائر الذنوب.
حرمها الله تعالى في القرآن بقوله جل وعلا : “وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” [الحجرات:12]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
وحرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة بقوله: “فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”.
قال ابن المنذر: “قد حرم النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة مودعاً بذلك أمته، وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال ثم زاد تحريم ذلك تأكيداً بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام”.
والغيبة قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “أتدرون ما الغيبة؟” قالوا: “الله ورسوله أعلم”، قال: “ذكرك أخاك بما يكره”.
ثم اعلمي أختي المسلمة أن الغيبة في شهر رمضان شهر العتق والغفران أعظم جرما منها في غيره، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخاري، والغيبة من قول الزور وهي تؤثر في صيام المرء.
وهذه أختي الصائمة بعض صور الغيبة (التي قد تخفى على المرء) وما يدخل فيها:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: “بما يكره”.
قال النووي في “الأذكار” مفصِلاً ذلك: “ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز”.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: “ومنه قولهم عند ذكره: الله يعافينا، الله يتوب علينا، نسأل الله السلامة ونحو ذلك، فكل ذلك من الغيبة”.
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر.
فاحذري أختي الصائمة من كل صور الغيبة، وإياك وجميع الذنوب والمعاصي، فرمضان شهر تصفد فيه الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان، فهلمي أخيتي إلى جنة الخلد.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *