دلال.. قصة فتاة يتمها يهود (شموخ دلال ولؤم ليفني وديبلوماسية هيئة الأمم!) حمّاد أبو عبد الله

أحمل القلم مرة أخرى بيد مرتعشة، ليس من قلة الكلمات أو العجز عن التعبير، ولكنها رعشة ولّدها الشعور بالحزن والخجل، حزن وألم يعتصر القلب لحال تلك الطفلة الفلسطينية ذات الثنتي عشرة سنة، وخجل لأنني لم أملك لها بعد الدعاء سوى هذه الكلمات اليتيمات..
ولئن كان يتم دلال عنوان على شموخها وعزتها، فإن يتم كلماتي وكلمات غيري عنوان على جبننا وذلنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.. إنه مهما أخفينا تقصيرنا خلف مراهم الاعتذار، ومهما غطينا عجزنا بمساحيق الضعف؛ فإن ذلك كله تمحوه دمعة من دموع دلال التي تدفقت من عينين بريئتين، تعجبتا من وجود أناس لا يرحمون صغيرا، ولا يرقبون في ضعيف ضعفه ولا في عجوز سنه ولا في معتزل خوفه وخشيته!..
قوم يقتلون من كف وأمسك، بل يغتالون من رفع راية الاستسلام البيضاء بدم بارد وقلب جامد!!
لقد انهالت دموع دلال فابتلّت منها أنقاض بيتها التي وقفت عليها مستحضرة ذكرياتها مع أم وأب وإخوة ثلاثة، أزهق يهود أرواحهم في جبن وخسة وقسوة لم أجد في وصفها أبلغ من قول الله تعالى: “ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة: 74).
هذه هي القلوب التي يتمت دلال، هذه هي القلوب التي يتمت العشرات بل المئات على مرأى ومسمع من (هيئة الأمم المتحدة) و(حلف الشمال الأطلسي) و(جامعة الدول العربية) التي تأصَّل فيها (فيروس) العلمانية الفتاك، وداء القومية المهلك، فجعلها مشلولة عن الحركة، لا ترد يد معتد ولا تكف بطش باغ!
أجل أيها القراء؛ يتّمت ليفني دلالا وأخواتها، ثم ذهبت عند حلفائها الأوروبيين في (بروكسيل)، لتسويغ جريمتها، والتعاون مع الزعماء لامتصاص غضب بعض المواطنين الغربيين الذين لم يفهموا اللعبة بعد، وقد يكون منهم من لا يريد أن يفهمها، لأن فهمها يعني الحكم على قادتهم بأنهم متصفون بالعدوانية والكراهية والحقد، وهذا يعني بدوره تهاوي شعارات هيئة الأمم الزائفة الكاذبة: الحرية والتعايش ونبذ التعصب واحترام حقوق الإنسان..
كما يؤكد أن هذه الشعارات إنما رفعت لنزع عقيدة البراء من قلوب المسلمين كخطوة أولى نحو تذويب شخصيتهم ومسخ سلوكهم، وجعلهم إمعة يتبعون كل ناعق، يرون العدو صديقا والظالم عادلا والسارق مانحا…
إنه حال أولئك البلهاء الذين صدقوا الثعلب حين لبس زي التدين ورفع شعارات الأمانة والوفاء والحب والوئام..
لقد تكلم العلماء فصُنِّفوا في خانة دعاة العنف والكراهية، وقالوا: يا قومنا اعتصموا بدينكم ولا تغتروا بالشعارات الكاذبة فوُصِفوا بالمنغلقين والرجعيين..
وهاهم قادة أوروبا يحتضنون مجرمة الحرب (ليفني)، ولا يكترثون بيتيمات غزة إلا بما تسمح به (ديبلوماسية الضب أبي حسل)، ونفاق (ثعلب الشاعر شوقي)!
ديبلوماسية متقنة تحلى بها الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة في زيارته (التفقدية) لقطاع غزة!، ومخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *