المرأة المغربية في مفترق الطرق أم عبد البر زينب أمرير

المرأة في المغرب اليوم تتجاذبها منظومتان متناقضتان متباينتان، منظومة شرعية إسلامية مرجعها الوحي، ومنظومة علمانية مرجعها الثقافة الكونية، وثقافة حقوق الإنسان، التي أنتجتها عقول غربية لا تؤمن بالوحي البتة، بل ناصبت له العداء، وأعلنت قطيعته إلى لا رجعة.
ومن هنا كان لزاما على المرأة المغربية أن تدرك حقيقة المعركة التي تجري على الساحة الإعلامية والثقافية والفكرية، فالمعركة تجري بين معسكرين: معسكر المصلحين، دعاة العفة والطهارة، ومعسكر المفسدين، دعاة العري والإباحية، والمرأة المغربية في خضم هذا الصراع يتحتم عليها أن تتخذ موقفا يؤمنها وينجيها في الدنيا والآخرة، ومن القواعد العقلية المقررة أنه إذا أشكل علينا أمر، وجب علينا النظر في عاقبته ومآله، فإن كان خيرا أقدمنا عليه، وإن كان شرا، انصرفنا عنه.
فكيف والمعركة تجري بين من يتخذ من الوحي المنزه عن التحريف والعبث، المحقق لكافة المصالح الدنيوية والأخروية مرجعا، وبين من يتخذ من نتاج عقول محتل الأمس، وصاحب النظريات الإلحادية التي أردت بالعالم إلى الاندحار في أتون التفسخ والانحلال والإباحية مرجعا.
لا شك أن الصفوف متمايزة، والفوارق بينة..
وأقوى سلاح تتسلح به المرأة في هذه الحرب الضروس هو التمسك بالدين، أعني الدين المصفى، الخالي من البدع والمحدثات، الدين الذي يوحد به العبد ربه في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، فلا ترضى المرأة بعده –أبدا- بمنهج سواه، ثم لتعتز المرأة بحجابها، لتعتز المرأة بحيائها وعفتها وطهارتها فـ”طريق العفة والحياء والستر طريق آمن عرفه الصالحون فلا تستوحشي الطريق يا أختاه، فأنت لستِ الوحيدة التي سارت على هذا الطريق وسلكته، فمن قبلك أناس كثيرون رجالاً ونساء قد ساروا عليه، فلم تضرهم غربتهم، ولم تزعجهم صيحات المثبطين، بل كانوا مصابيح تنير ظلام الدنيا. عرفوا لذة الطاعة فلم يقارنوها بلذة ساعة كانت في معصية الله. طهر وعفاف، ملؤوا قلوبهم بالإيمان، وعوَّدوا أنفسهم على طاعة الرحمن، وشاركوا إخوانهم في كل ميدان” (الأخلاق للميداني، 2/562).
لقد ذكرت لنا كتب السير والتراجم قصصا كثيرة وصورا مشرقة عن عفة المرأة المسلمة، منها ما حكاه ابن رجب وغيره، أن رجلا راود امرأةً في فلاة ليلاً فأبت، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب؟ فقالت: فأين مُكَوكِبُها. أي أين الله؟ ألا يرانا!
فعصمها الله تعالى بفضله، ثم بعلمها وعفتها وحيائها عن اقتراف هذا الذنب، والوقوع في هذه الرذيلة.
تلك هي المرأة المسلمة الحرة التي إن جاعت لا تأكل بفرجها، المرأة التي تتمثل قول رسولها صلى الله عليه وسلم: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة” أخرجه البزار والحاكم انظر صحيح الجامع 661.
قال النابغة الدبياني في العفة:
رِقاقُ النعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَّيْحانِ يَوْمَ السَّباسِب
إن المجتمعات التي تنكبت سلوك طريق العفة والحياء، أصبحت المرأة فيها ذليلة مبتذلة، تستغل أبشع استغلال، يبتزها ويستغلها عُبَّاد الشهوات، صيروها أداة ووسيلة لتحقيق أهدافهم، فلم تعد المرأة هناك أما حنونا رحيمة، ولا ابنة بارة مطيعة، كذبوا عليها والله حين قالوا: المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة.
وهذا بالضبط ما يريده منا معسكر العلمانيين المفسدين دعاة العري والإباحية والمجون.
فلنكن أخواتي على حذر من هذا الغزو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *