الفرويديـة

مذهب يدعو إلى التحرر من القيم والأخلاق وغيرها من كل القيود
لأنها تسبب العقد النفسية والاضطرابات العصبية

التعريف
الفرويدية مدرسة للتحليل النفسي أسسها اليهودي “سيجموند فرويد” وهي تفسر السلوك الإنساني تفسيراً جنسيًّا، وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل شيء، كما أنها تعتبر القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف أمام الإشباع الجنسي مما يورث الإنسان عقداً وأمراضاً نفسية.

التأسيس وأبرز الشخصيات
– “سيجموند فرويد” ولد يوم 6 مايو 1856م في مدينة فريبورج بمقاطعة مورافيا بتشيكوسلوفاكيا من والديْن يهوديين.
– “لارنست جونز”، مؤرخ السيرة الفرويدية، نصراني مولداً، ملحد فكراً، يهودي شعوراً ووجداناً، حتى إنهم خلعوا عليه لقب: اليهودي الفخري.
– “أوتو رانك” 1884–1939م.
– “الفرِد آدلر”: ولد في فيينا 1870–1937م.
– “كارل جوستاف يونج” 1875–1961م.

الأفكار والمعتقدات
نظرية الكبت: هي دعامة نظرية التحليل النفسي، وهي أهم قسم فيه، إذ إنه لا بد من الرجوع إلى الطفولة المبكرة وإلى الهجمات الخيالية التي يراد بها إخفاء فاعليات العشق الذاتي أيام الطفولة الأولى، إذ تظهر كل الحياة الجنسية للطفل من وراء هذه الخيالات.
الدفع: يقول بأن كل سلوك مدفوع، فإلى جانب الأفعال الإرادية التي توجهها الدوافع والتمنيات هناك الأفعال غير الإرادية أو العارضة، فكل هفوة مثلاً ترضي تمنياً، وكل نسيان دافعه رغبة في إبعاد ذلك الشيء.
اللاشعور: هو مستودع الدوافع البدائية الجنسية، وهو مقر الرغبات والحاجات الانفعالية المكبوتة التي تظهر في عثرات اللسان والأخطاء الصغيرة والهفوات، وأثناء بعض المظاهر الغامضة لسلوك الإنسان، إنه مستودع ذو قوة ميكانيكية دافعة وليس مجرد مكان تلقى إليه الأفكار والذكريات غير الهامة.

تطور فكرة الألوهية عند فرويد
1- كان الأب هو السيد الذي يملك كل الإناث في القبيلة ويحرمها على ذكورها.
2- قام الأبناء بقتل الأب، ثم التهموا جزء نيئاً من لحمه للتوحد معه لأنهم يحبونه.
3- صار هذا الأب موضع تبجيل وتقدير باعتباره أباهم أصلاً.
4- ومن ثم اختاروا حيواناً مرهوباً لينقلوا إليه هذا التبجيل فكان الحيوان هو الطوطم.
5- الطوطمية أول صورة للدين في التاريخ البشري.
6- كانت الخطوة الأولى بعد ذلك هي التطوُّر نحو الإله الفرد، فتطورت معها فكرة الموت الذي صار بهذا الاعتبار خطوة إلى حياة أخرى يلقى الإنسان فيها جزاء ما قدم.
7- الله –إذن- هو بديل الأب أو بعبارة أصح هو أب عظيم، أو هو صورة الأب كما عرفها المرء في طفولته. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
فالعقائد الدينية -في نظره- أوهام لا دليل عليها، فبعضها بعيد عن الاحتمال ولا يتفق مع حقائق الحياة، وهي تقارن بالهذيان، ومعظمها لا يمكن التحقق من صحته، ولابدّ من مجيء اليوم الذي يصغي فيه الإنسان لصوت العقل.
حديثه عن الكبت فيه إيحاءات قوية وصارخة بأن الوقاية منه تكمن في الانطلاق والتحرر من كل القيود، كما يحرم الإدانة الخلقية على أي عمل يأتيه المريض مركِّزاً على الآثار النفسية المترتبة على هذه الإدانة في توريثه العقد المختلفة، مما يحرفه عن السلوك السوي.

الجذور الفكرية والعقائدية
لقد دخل التنويم المغناطيسي إلى حقل العلم والطب على يد “مسمر”Mesmer 1780م إلا أنه قد مزج بكثير من الدجل مما نزع بالأطباء إلى أن ينصرفوا عنه انصرافاً دام حتى أيام مدرستي باريس ونانسي.
لقد كان الدكتور “شاركوت” 1825-1893م أبرز شخصيات مدرسة باريس، إذ كان يعالج المصابين بالهستيريا عن طريق التنويم المغناطيسي.
من تلاميذ “شاركوت” “بيير جانه” الذي اهتم بالأفعال العصبية غير الشعورية والتي سماها الآليات العقلية.
أما فرويد فقد أخذ الأسس النظرية ممن سبقه، وأدخل أفكاره في تحليل التنويم المغناطيسي باستخدام طريقة التداعي الحرّ، لكن لهذا الوجه العلميِّ الظاهر وجه آخر هو التراث اليهودي الذي استوحاه فرويد واستخلص منه معظم نظرياته التي قدمها للبشرية خدمة لأهداف صهيون.

الانتشار ومواقع النفوذ
بدأت هذه الحركة في فيينا، وانتقلت إلى سويسرا، ومن ثم عمت أوروبا، وصارت لها مدارس في أمريكا.
وقد حملت الأيام هذه النظرية إلى العالم كله عن طريق الطلاب الذين يذهبون إلى هناك ويعودون لنشرها في بلادهم.
تلاقي هذه الحركة اعتراضات قوية من عدد من علماء النفس الغربيين اليوم.

يتضح مما سبق
أن الفرويدية تدعو إلى التحرر من كل القيود لأنها تسبب العقد النفسية والاضطرابات العصبية، وبذلك تريد للمجتمع أن يكون بلا دين ولا أخلاق ولا تقاليد، فتتسع هوة الرذيلة والفساد وتسهل لليهود السيطرة على الشعوب المتحللة خدمة لأهداف الصهيونية. وبطبيعة الحال فإنها تنادي بأن الدين الذي يوجب الانضباط بالقيم والأخلاق ويضع الضوابط لطاقة الجنس لا يستحق الإتباع ولا يستوجب الاحترام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *