الحلقة الأخيرة… ومن هنا نبدأ

بعد أن سرنا في هذه الرحلة الطويلة عبر التاريخ والتي أردنا منها أن نبحث عن جذور الفكر الغربي وكيف تكوَّن عبر التاريخ، واستعرضنا فيها خمسة مراحل:

1- اعتناق أوروبا رسميًا للنصرانية عام 325م.
2- تحريف النصرانية عقيدةً وشريعةً.
3- التسلط والظلم الكنسي وأثره في العقلية والنفسية الغربية.
4- الثورة الفرنسية عام 1798م.
5- النظريات العلمية التي أعقبت الثورات العلمانية بأوروبا.
واستطعنا بعد سرد تلك المراحل -مع استحضار تراكمات مئات السنين- أن نفسر الكثير من الأحداث:
1 ـ العداء الغربي لكل ما هو متعلق بالدين.
2 ـ العمل على فصل الدين عن مجريات الحياة.
3 ـ الفساد والانحلال الأخلاقي ومصدره؟
4 ـ السعي إلى تعميم مفاهيم معينة؛ كالديمقراطية وتحرير المرأة وحقوق الإنسان.
5 ـ الدور اليهودي في إفساد المجتمع الغربي.
ما أحوج المسلمين الآن إلى فهم تلك المنطلقات الفكرية الغربية، لا سيما مع كثرة مؤتمرات الحوار والمناقشات الدورية بين الغرب والإسلام، فكيف تحاور من لا تفهمه وتفهم منطلقاته وكيف يفكر وكيف ينظر إلى الأمور؟
إن من أهم الأسباب التي تدعونا إلى دارسة الفكر الغربي دراسة تفصيلية هو:
1 ـ المحاولات الغربية المستمرة بتعميم نموذجها على الصعيد العالمي، ونحن ولاشك لدينا منهج وشريعة جاءت لإعمار الدنيا قبل ترغيب الإنسان في الآخرة، ولكن الجهل بمثل هذه الأمور لا يساعد على التوصل إلى الطريقة الصحيحة لصد تلك الهجمات.
2 ـ ما تقوم به المراكز الإسلامية في الغرب من الدعوة إلى الإسلام؛ مما يجعل فهم الآخر ضرورة حتمية لاختيار الأسلوب الأمثل في التعريف بالإسلام.
3 ـ فهم وتفسير مجريات الأمور التي تحدث يوميًا سواء على الصعيد الداخلي لأوروبا والأمريكتين أو على الصعيد الخارجي بين الغرب والإسلام.
وقد حاولنا من خلال تلك السطور رقم الخطوط العريضة للفكر الغربي ومراحل تطوره عبر التاريخ، ولكن مازال الأمر ولا شك يحتاج إلى الكثير من الدراسة لمن أراد الاستفادة أكثر.
ولا ندعي أننا أحطنا بالموضوع من جميع جوانبه، بل الأمر يحتاج إلى كثير بحث ومطالعة حتى تتضح الصورة أكثر وأكثر، ونقول: من هنا نبدأ.
نبدأ -بعد أن عرضنا خطوطًا عامة- في الغوص في أعماق التاريخ الغربي مرة أخرى ولكن بصورة متباينة؛ ففي تلك السلسلة كنا نتابع التطور التاريخي الغربي من خلال المراحل والحقب الزمنية، ولكن هذا قد اضطرنا إلى إغفال الكثير من الأشخاص والشخصيات التي كان لها أثر في التكوُّن الفكري من خلال ما قدمته في مجالها.
فالتاريخ الغربي يشمل العديد من الشخصيات -غير ما ذكرنا- كان لهم عظيم الأثر في ترسيخ الأفكار والثوابت العربية الفكرية والنفسية.
لذلك سنشرع ابتداء من العدد المقبل بإذن الله تعالى في سلسلة بعنوان “شخصيات سجلها التاريخ الغربي” نستعرض فيها العديد من الشخصيات الغربية في شتى المجالات العملية وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *