زعماء حقوق الإنسان حاربوا لباس المرأة المسلمة ومنعوا تداوله

رغم تشدق كثير من العلمانيين بالدعوة إلى الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، والمطالبة بمجتمع تتعايش فيه كافة الشرائع والملل في جوٍّ من العدل والمساواة، إلا أن التجربة أثبت أنهم أكبر العتاة على وجه البسيطة، وأن الشعارات التي يرفعونها لا تلبث أن تتلاشى بمجرد تمكنهم من السلطة والحكم.

فقد وجهت “توريكان أديكان” رئيسة منظمة الدفاع عن حقوق المرأة وعضو البرلمان في تركيا اللوم إلى زوجات أعضاء البرلمان اللائي حضرن حفل افتتاح جلساته وهن يرتدين الحجاب وقالت: “إنه لا يجب التسامح في ارتداء السيدات للحجاب”.
وطبقاً للقانون العلماني في تركيا يعاقب كل من يكتب في الصحف أو يشير في وسائل الإعلام الأخرى عن الشريعة الإسلامية أو الحجاب بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات والتهديد بالإغلاق.
وفي إيران في سنة 1926 عندما نصَّب الإنجليز الكلونيل “رضا بهلوي” شاه إيران مؤسساً للأسرة البهلوية ألغى من فوره الحجاب الشرعي وكانت زوجته أول من كشفت عن رأسها في احتفال رسمي ثم أصدر أوامره إلى الشرطة بمضايقة النساء اللواتي رفضن الاقتداء بملكتهن وخرجن محجبات، فما كانت امرأة تخرج من بيتها محجبة إلا وعادت إليه سافرة، فقد كانت الشرطة تنزع حجابها غصباً وتستولي على عباءتها وتهين صاحبتها ما استطاعت إلى الإهانة سبيلاً، وحُظِرَ على الفتيات والمعلمات وضع الحجاب ودخول مدارسهن به، ومنع أي ضابط من ضباط الجيش من الظهور في الأماكن العامة أو في الشوارع برفقة امرأة محجبة مهما كانت صلتها وقرابتها به، وقد كان “رضا خان” صديقاً حميماً لكمال أتاتورك وكان يحرص دوماً على تقليده واقتفاء خطاه وبالفعل كان “رضا بهلوي” في حربه للإسلام صورة طبق الأصل عن أتاتورك.
وعندما سئل ذلك الشاه عن سبب ضغطه على النسوة في نزع الحجاب مع أن عجلة التاريخ قد تضمن له تحقيق أهدافه أجاب: (لقد نفد صبري إلى متى أرى بلادي وقد ملئت بالغربان السود؟!) اهـ .
وفي ألبانيا حارب “أحمد زوغو” الحجاب بقانون، ومنع ارتداء النقاب ونزعه عن وجوه الألبانيات، ثم عادت المرأة المسلمة الألبانية إلى الحجاب مرة أخرى أيام الحرب العالمية الثانية، ثم عاد أنور خوجة مرة ثانية وشن حرباً شعواء على الحجاب في ألبانيا.
وفي روسيا حاربت روسيا الحجاب في تركستان والقوقاز والقرم وسائر ما تحتل من بلاد المسلمين وهم يبلغون ستين مليوناً.
وكذلك فعل “تيتو” في يوغسلافيا. وفي الجزائر سرق “أحمد بن بلا” النهضة الإسلامية وحولها إلى ثورة اشتراكية بعيدة عن الإسلام مناوئة له، ودعا المرأة الجزائرية إلى خلع الحجاب بحجة عجيبة حين قال: (إن المرأة الجزائرية قد امتنعت عن خلع الحجاب في الماضي لأن فرنسا هي التي كانت تدعوها إلى ذلك! أما اليوم فإني أطالب المرأة الجزائرية بخلع الحجاب من أجل الجزائر).
وفي تونس نادى “بورقيبة” بتخليص المرأة من قيود الدين وجعلها رسولاً لمبادئه العلمانية. (انظر عودة الحجاب للدكتور إسماعيل المقدم).
أما فرنسا بلد حقوق الإنسان والديمقراطية والتسامح! فقد منعت التلاميذ من ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، بحجة منع التلاميذ من ارتداء رموز بارزة تعبر عن ديانتهم.
فما الذي دفع فرنسا رائدة العلمانية في العالم، والرافعة لشعار احترام الحريات الفردية (حرية التدين واللباس..) إلى التنكر لمبادئها واعتبار ارتداء المرأة المسلمة لقطعة قماش تهديدا لعلمانيتها؟
وفي المغرب ناصب العلمانيون زي المرأة المغربية المسلمة العداء، وأعلنوا الحرب عليه في كافة منتدياتهم ومجلاتهم وجرائدهم ومنابرهم الإعلامية الأخرى، وضاق بعض المسئولين -ممن تشبع بالأفكار العلمانية- بالمحجبات ضرعا ومنعوهن من الاستمتاع بأبخس حقوقهن.
فالحرية التي يسوق لها زعماء حقوق الإنسان اليوم هي حرية تكفل حق التعري وتمنع فريضة الستر والعفة والحشمة، {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *