جغرافية التمويل الغربي وشفافيته

التمويل الغربي في العالم العربي لا يقتصر على دولة بعينها، بل إنه يمتد ليغطي كافة الدول العربية، وفي كافة الأنشطة، وبعد مراجعة التقارير السنوية والنشرات التعريفية والمواقع الإلكترونية لبعض المراكز البحثية في العالم العربي، يمكننا تحديد ووصف المراكز البحثية والمنظمات المدنية العربية المموَّلة غربياً، ومن أنشطتها الأبحاث والدراسات والأنشطة الثقافية والفكرية: كالندوات والمؤتمرات وورَش العمل التي تستقطب فيها الكتَّاب والأدباء والمفكرين والخبراء العرب في كافة القطاعات الحيوية.

أما عن الشفافية فإن غياب الشفافية وتبادل الاتهامات بالفساد في تحركات التمويل الغربي فإنه متبادل بين المانح والمتلقي؛ فبالإضافة إلى العمولات والرواتب والمكافآت والاعتمادات المبالَغ فيها، وهي لا تتناسب مع حجم المجهود والمردود، فإن الأدبيات والدراسات تكشف عن أن التمويل الغربي قد نجح في صناعة سوق جديدة للفساد على مستوى المانح والمتلقي، وأطراف هذا السوق يحرصون على ديمومته بمزيد من الاعتمادات والمشروعات، وفي ضوء ذلك يجري إبعاد جميع الكفاءات الفنية الوطنية التي تبدي أيَّة اعتراضات على انعقاد هذا السوق، لما يرونه من أضرار مباشرة تلحق بالشعوب في غيبة منها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *