بيـــــــان

من جمعية الدعوة إلى الكتاب والسنة بمراكش حول تصريحات بابا الفاتكان “بنديكت السادس عشر”المسيئة للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
فإن ما أذاعته وسائل الإعلام هذه الأيام على لسان بابا الفاتكان “بنديكت السادس عشر” الذي تجرأ على الإسلام بكلام يُظن أنه قد أتى بجديد، والحقيقة أن هذا قديم بقدم عداوة أهل الكفر للإسلام، وقد صنفت فيه كتب وخصصت له فئات وهيئات، ومرر كثيرا على أبناء المسلمين في كثير من العصور، وتبناه الكثير ممن ينتسبون إلى الإسلام مع الأسف.
ولا شك أنها محاولات متكررة، تتردد وتتلون بألوان مختلفة، وتبناها أكثر المستشرقين والمنصرين في كل مكان، وهذه الفرية العظيمة التي مفادها أن الإسلام هجوم وقتل وعنف، تُلقن ويُروج لها في كثير من بلاد الإسلام، والحقيقة أن الإسلام رحمة وسعادة ودين وسطية جمع بين خيري الدنيا والآخرة، جمع بين إصلاح الروح والذات، وبين إصلاح الفرد والجماعة، ولم يعرف التاريخ منذ بسطت الأرض وبنيت السماء أعظم من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله إلى الثقلين الإنس والجن، وأخبر أنه رحمة للعالمين، ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم محبوب بالفطرة وبالعقل وهو الذي يختلج حبه الأفئدة الفطرية الصادقة، وكل من حاد عن حبه فقد حاد عن الفطرة والعقل فضلا عن أوامر الشرع، ووصفه ربه بأعظم وصفٍ وصفَ به نبيا فقال له: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))، وذِكرُه في القرآن دائما مقرون بالثناء والمدح، ولم يُذكر بالاسم المجرد كما ذكر غيره من الأنبياء والملائكة، فمحاولة نبز الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه بأقذع الأوصاف هو في الحقيقة علامة جهل ومكر وخداع وإهانة لكل مسلم على الأرض، ومجلبة لسخط رب العالمين.
فعلى المسلمين سواء كانوا علماء أو حكاما أو شعوبا تكثيف الجهود في التعريف بحقيقة هذا الإمام المظلوم صلى الله عليه وسلم الذي ظلمه من لا يعرف قدره، وعلى حكام المسلمين أن يفتحوا القنوات ويصدروا الجرائد والمجلات، ويشجعوا كل من يعرف بقدر وحق الرسول صلى الله عليه وسلم.
وجزى الله خيرا ملكنا محمدا السادس الذي بادر ببادرة تحسب له في تاريخه، وذلك باستدعاء السفير، وبالرسالة التي أرسل، فنرجو الله أن يجعلها في موازين حسناته، وهكذا ينبغي لكل الحكام أن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه كل من مس قداسة الرسول صلى الله عليه وسلم بأي نوع من أنواع المس، وهكذا العلماء وبقية المسلمين، فإن حق الرسول عظيم ويعظم أكثر إذا تعرض رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لأي نوع من أنواع المس والأذى، وهكذا سنته صلى الله عليه وسلم التي تتعرض لكثير من الأذى من كثير من المنافقين في الداخل والخارج، ومع كل أسف فإن بعض وسائل الإعلام تنشر لبعض المنافقين المس بالرسول صلى الله عليه وسلم.
فالواجب على أمة الإسلام وفي الأرض التي يحكمها المسلمون ألا يمس الرسول صلى الله عليه وسلم في بلدهم وفي حكمهم، فإن هذا ليس من باب الحريات وإنما هو من باب التخريبات فمن زعم أنه حرية فقد أساء فهم الحرية.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الإثنين24 شعبان 1427هـ الموافق لـ 18شتنبر2006
محمد بن عبد الرحمن المغراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *