ننقل هنا بعض أقوال قادة وساسة وعلماء الغرب وهي تدل دلالة يقينية أن الغرب بجميع اتجاهاته يعد العدة لحرب قادمة ضد الإسلام وأهله، وفكرة الحرب الصليبية أو كما يسمونها الحرب بين قوى (الخير والشر) أو بين قوى (الظلام والنور) أو بين (العدالة والظلم) أو بين (محور الخير ومحور الشر) كل هذه الأسماء التي يستخدمها الأمريكيون وقادة دول التحالف ضد الإسلام لم تكن عبارات جديدة بل هي عبارات أصولية قديمة مستقاة من كتبهم ومن نبوئتهم الخرافية ومتأصلة في الفكر الغربي المتطرف.
فقد قال مفجر الحروب الصليبية البابا أوربان الثاني في مجمع كلير مونت في سنة 1095: “إن إرادة الرب تحتم على المسيحيين تخليص بيت المقدس من أيدي إمبراطورية الشيطان”. وعندها خر الكهنة الحاضرون راكعين تحت قدمي البابا! (الدراسات الاستعمارية في الإحياء الإسلامي في القرن 19، مروان بحيري).
وقال البارون دي كارافو: “أعتقد أن علينا أن نعمل جاهدين على تمزيق العالم الإسلامي وتحطيم وحدته الروحية مستخدمين من أجل هذه الغاية الانقسامات السياسية والعرقية.. دعونا نمزق الإسلام بل نستخدم من أجل ذلك الفرق المنشقة والطرق الصوفية.. وذلك لكي نضعف الإسلام، لنجعله عاجزًا إلى الأبد عن صحوة كبرى” (الدراسات الاستعمارية في الإحياء الإسلامي في القرن 19، مروان بحيري).
وقال اليهودي يوجين روستو: “إن الحوار بين المسيحية والإسلام كان صراعًا محتدمًا على الدوام، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، أي خضعت الحضارة الإسلامية للحضارة الغربية، والتراث الإسلامي للتراث المسيحي، وتركت هذه آثارها البعيدة في المجتمعات الإسلامية” ( أمتنا والنظام العالمي الجديد، عبد الوراث سعيد).
ويقال مورو بيرجر في كتابه “العالم العربي”: “إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجًا عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام، ويجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائمـًا مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره” (محمد محمد الدهان – قوى الشر المتحالفة).
وقال “خفير سولانا” أمين عام حلف شمال الأطلسي سابقاً في اجتماع للـحلف عام 1412هـ/2001م بعد سقوط الاتحاد السوفييتي: “بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط العدو الأحمر يجب على دول حلف شمال الأطلسي ودول أوربا جميعاً أن تتناسى خلافاتها فيما بينها وترفع أنظارها من على أقدامها لتنظر إلى الأمام لتبصر عدواً متربصاً بها يجب أن تتحد لمواجهته وهو الأصولية الإسلامية”.
وقال المستشرق الأمريكي “وك سميث” الخبير بشئون باكستان: “إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها”.
هذه الخلفية تركت بصماتها على ثقافة المواطن الغربي، وانعكست على مناهج التعليم ومختلف المراجع الثقافية وساعدت على تشكيل إدراك غربي لا يكن وداً للإسلام والمسلمين. ومن ثم كان ذلك الإدراك مستعداً لاستقبال كل المواد الإعلامية التي كانت أغلبها معادياً للاثنين، سواء بسبب تأثير اللوبي الصهيوني أو بتأثير من بعض العناصر المتعصبة التي تعاملت باستعلاء وازدراء مع العرب والمسلمين.