هل يكفي بيان المجلس العلمي بالمحمدية حول الإفطار العلني في ردع الخارجين على الثوابت الدينية من دعاة الحرية الفردية؟ ابراهيم الوزاني

على إثر التحدي السافر لمشاعر المغاربة الصائمين وفي مخالفة مقصودة للقانون المغربي أقدم مجموعة من الشباب على المجاهرة بالإفطار بمدينة المحمدية وهو ما دفع السلطات للتدخل وإحباط هذه المحاولة..

الأمر الذي دفع المجلس العلمي المحلي بمدينة المحمدية إلى استصدار بيان يستنكر هذا الفعل ويصفه بالعمل الشنيع الذي يدخل في باب تحدي الله ورسوله وتترتب عنه في الشرع عقوبة صارمة، ومما جاء في البيان: “إن سكان المحمدية سمعوا أن جماعة من الفتانين، جاؤوا إلى هذه المدينة للتظاهر بالأكل نهارا في يوم من أيام رمضان، مع ما في ذلك من إبطال فريضة الصيام التي هي ركن من أركان الدين، مدعين أن ذلك من جملة ممارسة حرية الأفراد”، وقال أيضا: “إن المغرب لا يمكنه أن يقبل المجاهرة بالمعصية، لأنه يعتبر تلك المجاهرة تشجيعا على المعصية، بل وتحريضا عليها”.
وهذه الخطوة من المجلس العلمي خطوة مسؤولة ومهمة، لكنها تبقى ناقصة في مقابل إحجام المجلس العلمي الأعلى على أن يصدر بيانا، ويقوم بدوره المنوط به في الحفاظ على الأمن الروحي والأخلاقي للمغاربة عبر قيامه بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة السلطة للتصدي لهذا التهديد العلماني.
بل إن هؤلاء الجماعة قد استحلوا كبيرة تعمد الإفطار في رمضان رافضين حكم وجوب الصيام بحجة أن التدين وامتثال الأحكام الشرعية مسألة شخصية ويحق للفرد المجاهرة بتلك المعصية ما دام أن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان تضمن له ذلك، وهو ما يحتاج من المجلس العلمي الأعلى أن يبين حكم المستحل لما حرم الله، المتجرئ على شرائع الإسلام، المطالب بالتنكر للاحتكام لدين الدولة؟!
كما أن تفرد المجلس العلمي المحلي بالمحمدية كمؤسسة دينية بالاستنكار وإحجام المجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية للعلماء ووزارة الأوقاف وعموم المجالس العلمية المحلية (ولو من باب التحذير من تكرر هذه الحادثة في مدنها وأقاليمها)، جعل القضية تبدو وكأنها محلية لا تهم المغاربة أجمعين، خصوصا وأن هذا الحدث قد تزامن مع الذكرى السنوية الأليمة لإغلاق أكثر من ستين دارا للقرآن بسبب تفسير لآية من القرآن لشيخ في مدينة مراكش بعد بلاغ خداج من المجلس العلمي الأعلى..
إن ضعف موقف المؤسسات الدينية في المغرب في الكثير من القضايا التي يعيشها بلدنا المغرب وعلى رأس ذلك، ملفات الشذوذ وعبدة الشيطان وانتشار الدعارة والسياحة الجنسية، واستفحال الربا في المعاملات، والسكوت على إعلام سينمائي وتلفزي يحارب الهوية المغربية ويدعو لنشر الرذيلة، ويضعف الوازع الديني للمغاربة..، كل هذا الصمت يفقد هذه المؤسسات مصداقيتها، ويضعف دور العالم في المساهمة في الإصلاح الذي رفع المغرب التحدي فيه منذ سنوات طوال.
فمتى يصدح العالِم بالحق، ويقيم أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دون أن تأخذه في الله لومة لائم، لكن طبعا مع الشروط الشرعية، والآداب المرعية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *