القضية الفلسطينية بعيون أجنبية خارجية وداخلية

أكرم حجازي*: السيسي بلغ مبلغا من العداء حتى بدت سيناء وأهلها عبئا عليه فما بالك بغزة؟

ما هي مستجدات القضية الفلسطينية بعد ثورات الربيع العربي؟
أبرز ما استجد بخصوص القضية الفلسطينية أن الحل ينبغي أن يكون عربيا وليس فلسطينيا، لذلك فقد انقسم الفلسطينيون إلى قسم، يتحدث عن إحياء الكونفيدرالية مع الأردن، وقسم آخر يتحدث عن حل عبر سيناء، وقسم سقفه أعلى يدعو للحل عبر حركة المقاطعة.
لكن الحراك السياسي الدولي والإقليمي القائم حاليا مرتبط بتصفية الثورات وحلٍّ ما للقضية الفلسطينية على أمل إعادة بناء النظام الدولي، وإلا فكما قال ترامب وفريقه فإن مرحلة “الصبر الاستراتيجي” قد ولت إلى غير رجعة، يعني أي حل سيكون بموجب الضغوط بما فيها العسكرية.
كيف تأثر قطاع غزة بعد صعود السيسي؟
بطبيعة الحال كل هذا التحول الذي ذكرت، بسبب اشتداد الحصار الإقليمي خاصة من مصر السيسي.
فهذا الرجل بلغ مبلغا من العداء حتى بدت سيناء وأهلها عبئا عليه فما بالك بغزة؟
حتى أن النزر اليسير من الاقتصاد في غزة يتحكم فيه ضباط السيسي وجنرالاته الفاسدين قوى الأمن، فهؤلاء يمارسون ابتزازا ماليا حتى على الأفراد.
هل يمكن أن نتحدث عن اندلاع حرب بسبب هذه الضغوط مثلا؟
الحديث عن حرب محتملة في غزة مع إسرائيل برأيي مستبعدة، ما لم تكن مرتبطة بحل إقليمي لكافة المشاكل لاسيما بلدان الثورات. إذ أن شن حرب قد يؤدي إلى تضامن عربي احتجاجات ثورية تختفي خلف التضامن مع غزة، أي أن التوتر القائم في العالم العربي قد يجد متنفسا للحراك الشعب بحجة التضامن مع غزة، لذا فالحرب مستبعدة.
كيف ترون مستقبل القضية إذن؟
هناك ضغوط من سلطة رام الله على الشارع عبر اقتطاع ثلث رواتب حركة فتح، فضلا عن دفع السكان لتسليم غزة للسلطة.
لهذه الأسباب لجأت حماس للاستعانة بالإيرانيين لتخفيف الضغط، في المحصلة لا السلطة تستطيع انتزاع غزة من حماس ولا حماس مستعدة لتنازل عن سلطتها في غزة.
11 سنة مرت من المماحكات والتربص من كل طرف بالآخر، وهذا الوضع البائس هو الذي جعل الأسرى يخوضون إضرابا عن الطعام في سجون اليهود، والمشكلة ليس فقط في أن الأسير الفلسطيني يحتاج أحيانا إلى مئات السنين كي يسدد فاتورة السجن لليهود؛ بل أيضا في نظام الاعتقال اليهودي الذي يعتمد على قوانين عثمانية وبريطانية وإسرائيلية وأردنية وأخرى يستحثها بحسب الحاجة.
الآن ما يسمى بحركة BDS (المقاطعة) الدولية هي أخطر ما تواجهه إسرائيل.
والمشكلة في أن الفلسطينيين أعجز من أن يفكروا في استثمار نتائجها، وميزتها أنها قد تتحول إلى كرة ثلج تطرح مشروعية وجود إسرائيل نفسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الدكتور أكرم حجازي الباحث والمفكر الإسلامي الأردني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *