كل مؤمن تقي فهو لله ولي معنى الولاية والكرامة عبد الإله فوزي

الواو واللام والياء أصل صحيح يدل على القرب. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مما يليك، أي مما يقاربك.

والوِلاية بالكسر النصرة، والوَلاية بالفتح تولي الأمر، وقيل لغتان مثل الدَّلالة والدِّلالة.
والولي والمولى يستعملان في معنى الفاعل أي الموالي وفي معنى المفعول أي الموالى. يقال للمؤمن هو وليُّ الله ولا يقال في ذلك مولى، ولكن يقال الله تعالى ولي المؤمنين ومولاهم فمن الأول قول الله سبحانه: “اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ”.
ومن الثاني قوله: “وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ”.
والوالي في قوله تعالى: “وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ” معناه الولي، وقوله تعالى: “فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً” أي: ابنا يكون من أوليائك.
والولي ضد العدو والموالاة ضد المعاداة.
فأولياء الله هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، وأعداؤه الذين أبعدهم عنه بأعمالهم المقتضية طردهم وإبعادهم منه (جامع العلوم والحكم).
قال الفراء في قوله تعالى: “إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” أي: تنصروهم.
وقال ثعلب في قوله تعالى عن الحليم: “يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً” كل من عبد شيئا من دون الله فقد اتخذه وليا.
وأما الولاية في الشرع فهي التقرب وإظهار الود بالأقوال والأفعال والنوايا لمن يتخذه الإنسان وليا.
قال ابن حجر: والمراد بولي الله العالم بالله تعالى المواظب على طاعته في عبادته.
والولي من أسماء الله تعالى معناه المصرف المدبر لجميع الكائنات المقدر عليهم ما يريد من خير وشر، الناصر المؤيد لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين، قال تعالى “أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”، ويقتضي غفران ذنوبهم، ” أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا”.
و”أولياء الله على طبقتين: سابقون مقربون، وأصحاب يمين مقتصدون، ذكرهم الله في عدة مواضع من كتابه العزيز في أول الواقعة وآخرها وفي سورة الإنسان والمطففين وفي سورة فاطر.
فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إلى الله بالفرائض يفعلون ما أوجب الله عليهم، ويتركون ما حرم الله عليهم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات، ولا الكف عن فضول المباحات، وأما السابقون المقربون فتقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض ففعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات، فلما تقربوا إليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوباته أحبهم الرب حبًّا تامًّا كما قال تعالى في الحديث القدسي: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» رواه البخاري، انظر الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
فكل مؤمن تقي فهو لله ولي.
وكثيرا ما يقترن ذكر الولاية بالكرامة، وهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على أيدي بعض الصالحين من أتباع الرسل إكراما من الله لهم ببركة اتباعهم للرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وليس الكرامة شرطا في الولاية، بل قد تحصل الكرامة لمن هو أدنى درجة ومرتبة، كما حصلت لكثير من التابعين ولم تحصل لبعض من الصحابة المقربين، وهم أفضل منهم منزلة إجماعا.
وهي حق بإجماع أهل السنة دل عليها القرآن السنة الصحيحة وإنما ينكرها أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *