في ظلال آية

قال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سبأ:28).

يخبر تعالى أنه ما أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلا ليبشر جميع الناس بثواب الله. ويخبرهم بالأعمال الموجبة لذلك، وينذرهم عقاب الله، ويخبرهم بالأعمال الموجبة لذلك.
وفي صحيح مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار” صحيح مسلم كتاب الإيمان (ح/153).
قوله صلى الله عليه وسلم: “الأمة” أي: أمة الدعوة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يسمع بي أحد من هذه الأمة”، أي: ممن هو في زمني وبعدي إلى يوم القيامة، فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته. وإنما ذكر اليهود والنصارى تنبيها على من سواهما؛ وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا؛ فغيرهم ممن لا كتاب له أولى. والله أعلم. (شرح النووي على صحيح مسلم 2/188).

في الأمانة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح) أخرجه البخاري ح: 3744، ومسلم ح:2419.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/93):
الأمين هو الثقة الرضيُّ، وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره، لكن السياق يُشعِر بأن له مزيدا في ذلك، ولذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم خص بعض الصحابة بصفات، مع مشاركة غيرهم لهم فيها من ذلك:
– خص عثمان رضي الله عنه بالحياء
– خص عليا رضي الله عنه بالقضاء.
– خص زيدا رضي الله عنه بالفرائض.
مع مشاركة الآخرين لهم في ذلك، ولكنهم يمتازون عليهم، فكذلك أبو عبيدة رضي الله عنهم جميعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *