التنصير في المغرب عن طريق المؤسسات التعليمية الغربية (جورج واشنطن أكاديمي نموذجا)

..اليوم؛ وبعد خروج المحتل ورحيله عن أرضنا؛ لا تزال العديد من المؤسسات التعليمية التابعة له تشتغل داخل بلدنا؛ وتفد عليها أعداد كبيرة من أبناء شعبنا؛ خاصة من الطبقة الغنية التي تحرص على أن تحظى بجودة عالية في مجال التعليم؛ والتي من المتوقف جدا في ظل ظروف التعليم المتدنية أن تناط بها مراكز السلطة والقرار في المستقبل؛ ومعلوم أن المناهج الدراسية التي تتبعها هاته المؤسسات برامج غربية محضة، لا تراع أبدا عقيدة ودين وأخلاق وخصوصية هذا البلد؛ بل على العكس من ذلك فهي تربي أجيالا تدين بالولاء والطاعة للغرب؛ وتنسلخ عن ولائها لدينها وأمتها، وتقتبس السلوك والمفاهيم والعادات الغربية بعجرها وبجرها.

لا شك أن التعليم هو “الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يكونها كما يشاء، وهذا الحامض هو أشد قوة وتأثيرا من أي مادة كيماوية، وهو الذي يستطيع أن يحول جبلا شامخا إلى كومة تراب”*.
وقد أدرك المنصرون خطورة هاته الوسيلة الشريفة فعملوا جاهدين على استغلالها أبشع استغلال، وبذلوا في سبيل ذلك جهودا مضنية؛ وكان أول ما بدأ به الاحتلال الفرنسي هو إنشاء المؤسسات التعليمية المختلفة التابعة له ابتداء من دور الحضانة والدراسة الابتدائية والثانوية حتى الدراسات الجامعية.
يقول المنصر (جون موط): “يجب أن يؤكد في جميع ميادين التبشير جانب العمل بين الصغار، وبينما يبدو هذا العمل وكأنه خيريا، ترانا مقتنعين لأسباب مختلفة بأن نجعله عمدة عملنا في البلاد الإسلامية. إن الأثر المفسد في الإسلام يبدأ باكرا جدا، من أجل ذلك يجب أن يحمل الأطفال الصغار إلى المسيح قبل بلوغهم الرشد، وقبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها الإسلامية.. وهكذا نجد أن وجود التعليم في يد المسيحيين لا يزال وسيلة من أقوى الوسائل للوصول إلى المسلمين”.
واليوم وبعد خروج المحتل ورحيله عن أرضنا؛ لا تزال العديد من المؤسسات التعليمية التابعة له تشتغل داخل بلدنا؛ وتفد عليها أعداد كبيرة من أبناء شعبنا؛ خاصة من الطبقة الغنية التي تحرص على أن تحظى بجودة عالية في مجال التعليم؛ والتي من المتوقع جدا في ظل ظروف التعليم المتدنية أن تناط بها مراكز السلطة والقرار في المستقبل؛ ومعلوم أن المناهج الدراسية التي تتبعها هاته المؤسسات برامج غربية محضة، لا تراعي أبدا عقيدة ودين وأخلاق وخصوصية هذا البلد؛ بل على العكس من ذلك فهي تربي أجيالا تدين بالولاء والطاعة للغرب؛ وتنسلخ عن ولائها لدينها وأمتها، وتقتبس السلوك والمفاهيم والعادات الغربية بعجرها وبجرها.
وإذا كانت الدولة كلما كشفت عن خلايا نشيطة للمنصرين تعمد مباشرة إلى ترحيلهم؛ وعدم إخضاعهم للمسطرة القانونية الجاري بها العمل في هذا المجال؛ لتنأى بنفسها عن الدخول في صراعات مع دول غربية ومنظمات حقوقية، فإن كثيرا من المؤسسات التعليمية الغربية تبقى في معزل عن المراقبة والتفتيش للغاية ذاتها؛ وإذا ما قدر وكشفت بعض المواد التي تمرر إلى التلاميذ والطلبة، فغالبا ما يكون وراء هذا الأمر بعض الجهات الإعلامية أو أولياء التلاميذ.

كما حدث مؤخرا في مؤسسة (جورج واشنطن أكاديمي) الكائنة بدار بوعزة بنواحي الدار البيضاء والتي أنشئت سنة 1998 على يد رجل الأعمال وعضو الكنيسة الإنجلكانية (جاك روزينكو) الذي تحوم حوله شكوك قوية برعاية أنشطة تنصيرية.
حيث أقدم مؤخرا أحد الآباء الغيورين على رفع دعوى قضائية ضد مؤسسة (جورج واشنطن) -التي يشكل أبناء المغاربة 60% من مجموع تلاميذها؛ ويشمل التكوين فيها مستويات الابتدائي والإعدادي والثانوي- بتهمة زعزعة عقيدة مسلم، بعد أصبح ابنه البالغ من العمر 12 سنة يعاني من أزمة نفسية حادة.
وكشفت مصادر أن الأطفال قد خضعوا لما يشبه غسيل المخ، وأن “بعض المنصرين كانوا يقومون بالتأثير على التوجيه الديني للأطفال من خلال قصص عن المسيح عليه السلام؛ تصوره على أنه شخص خارق للعادة شبيه بأبطال الرسوم المتحركة؛ وهو ما كان يدفع الأطفال إلى التعلق أكثر بالقصة وبطلها”.
وقد اعتزم العديد من آباء تلاميذ المؤسسة سلوك السبيل نفسه بعد أن امتعضوا من استغلال المؤسسة لبراءة الأطفال لتشكيكهم في دينهم وعقيدتهم؛ ليتأكد لنا بذلك أن شبح التنصير لا يستهدف الطبقة الفقيرة والمسحوقة فحسب؛ بل هو مشروع مدروس ومخطط تخطيطا عاليا يستهدف جميع شرائح المجتمع المغربي المسلم.
ورغم كل التهم التي وجهت للأكاديمية تصر الأخيرة على أنها مؤسسة علمانية لا وجود في برامجها الدراسية لأي حصة لتدريس الشؤون الدينية سواء الإسلامية منها أو غيرها.
وعلى أي فإن المؤسسة وانتماءها يؤكدان الأهداف التي أنشأت من أجلها؛ وإن حاول الساهرون على تسييرها إخفاء ذلك والتستر وراء العلمانية التي هي شر من سابقتها.
فإذا كانت الدولة صادقة في عزمها حماية القيم الدينية للمغاربة -كما صرح بذلك الناطق الرسمي للحكومة-؛ فلا مناص لها من إخضاع المؤسسات التعليمية الغربية ومن يتبنى مناهجها الدراسية لمراقبة دقيقة؛ وعدم اكتفائها برد الفعل كلما فتح ملف في هذا المجال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من كلام محمد إقبال -رحمه الله-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *