الذل الأمريكي في “إيباك” الصهيوني عبد الله المصمدوي

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية عن بايدن قوله: “أنا صهيوني رغم كوني غير يهودي”.
بمثل هذه الكلمة أراد نائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أن يكفر عن خطئه بعدما انتقد بقوة الخطط الاستيطانية الصهيونية، ودعا لوقف الاستيطان في زيارته لفلسطين، وهو ما تسبب في توتر بين الحكومتين الأمريكية والصهيونية.
وكان الكيان الصهيوني قد أعلن عن بناء 1600 مسكن فى القدس الشرقية المحتلة خلال الزيارة التي يقوم بها “بايدن” إلى المنطقة بهدف الإعداد لجولة أخرى من محادثات السلام بين الفلسطينيين والصهاينة، مما أدى إلى استياء ونقد أمريكي وفلسطيني..
انتقاد بايدن للكيان الصهيوني ولد غضبا عند المغتصبين الصهاينة الذين زادوا من تحديهم وصرحوا بمواصلة مشروعهم الاستيطاني، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تحرك اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية وضغط على أصحاب القرار الأمريكي.
وكانت نتيجة ذلك كلمة وزيرة الخارجية “هيلاري كلينتون” التي دبجتها بكلمات الإجلال والتوقير للصديق وقرين الدرب الكيان الصهيوني في خطابها أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الصهيونية (ايباك) وهي جماعة ضغط قوية موالية للكيان الصهيوني.
حيث قالت إن إقامة مستوطنات صهيونية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية تعرض احتمال إحراز تقدم للخطر، وهو خطاب تلطفي خلافا لتصريحات بايدن ودعوته لوقف الاستيطان، ولزيادة تخفيف الموقف أكثرت من التذكير بالمقام العالي الذي تضع أمريكا الكيان الصهيوني فيه، من أن الحفاظ على أمن دولة اليهود التزام مشترك بين البلدين.
فقد قالت كلينتون في خطابها: “في ما يخص الرئيس أوباما وبالنسبة لي ولهذه الحكومة برمتها، إن التزامنا تجاه أمن إسرائيل ومستقبلها هو التزام قوي وثابت.
وقالت أيضا: “إن ضمان أمن إسرائيل بالنسبة لي هو أكثر من مجرد موقف سياسي، بل هو التزام شخصي لن يتزحزح أبدا..”.
وفي سياق متصل، حض الموفد الأميريكي إلى الشرق الأوسط “جورج ميتشل” الصهاينة والفلسطينيين على ضبط النفس إثر الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، وذلك بهدف المضي قدما نحو مفاوضات غير مباشرة.
ولينظر الحالم بالإصلاح الأمريكي للقضية الفلسطينية إلى هذا الانحياز القوي والظاهر للجانب الصهيوني، ففي الوقت الذي تطلب فيه أمريكا من الفلسطينيين ضبط النفس والمضي نحو مفاوضات!! تعلن دعمها للكيان الصهيوني والدفاع عن أمنه واستقراره، وهو الذي يكفر بأي مبادرة سلام أو صلح، ويقطع أي طريق يؤدي لها، تارة عبر توسيع مخطط الاستيطان، وتارة بالاعتداء على المقدسات الإسلامية، وسرقة المساجد.
أما آن للجانب الفلسطيني العلماني، وللمسلمين -الذين في عنقهم واجب الدفاع عن المسجد الأقصى والأرض الفلسطينية والذين يعرضون عن خيار المواجهة- أن يوقنوا بكذب الوعود الصهيونية، وبنفاق الساسة الأمريكيين المدافعين دوما عن الكيان الصهيوني، المذلين للعرب والمسلمين على مر التاريخ الحديث، فهل أنصفت الولايات المتحدة الأمريكية المسلمين في العراق وأفغانستان والصومال، حتى تنصفهم في بلاد الملاحم؟
يبدو أن الغرب لا يفهم إلا اللغة التي يتكلم بها، والتي تخرج ألفاظها من فوهات المدافع، والرشاشات والبنادق، بينما قومنا اعتادوا على المفاوضات والفنادق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *