مـلحـق سـلسـلة حـلقـات تطهير الأذهان من افتراءات مدير جريدة الأسبوع الصحفي على الخليفة الراشد عثمان بن عفان الحلقة الأولى أبو عبد الرحمن ذوالفقار

 شكر وامتنان

هذه السلسلة -إن شاء الله- هي ملحق لتلك الحلقات الستة المباركة، التي أسميتها “تطهير الأذهان من افتراءات مدير جريدة الأسبوع الصحفي على الخليفة الراشد عثمان بن عفان”. وكنت قد بينت فيها فساد ما خطته يد مديرها ومسؤول تحريرها مصطفى العلوي في حق الصحابي الجليل والخليفة الراشد أمير المؤمنين من افتراءات واختلاقات وأكاذيب. دون أن يضع في حسبانه أو يثير انتباهه أنه في بلد سني شب أهله على حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيم شأنهم، والرفع من ذكرهم. وشاب شعبه على احترام مقامهم، وتقدير مكانتهم، والاعتراف بسبقهم. وهذا ليس بالأمر الهين حتى يستهين به مدير جريدة دون كابح ولا زاجر. أو يصبح عرضا مباحا وأمرا مستهدفا بلا حسيب يطاع، ولا شاهد ولا رقيب.
وحسبي لحظتها أداء للأمانة وإبراء للذمة، أن قمت بأقل ما يجب فعله من كشف مجمل مغالطاته، ونقض أغلب ما بناه من شبهات، ورد عدوانه والحد من اعتداءاته، امتثالا لتوجيهه سبحانه {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ}(1)، دون إغفال مني بيان ما يجب اعتقاده في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عموما، وما يلزم من اعتقاد في حق عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخصوص.
وما إن أوقفت تلك السلسلة، حيث أني آثرت حينها التوقف على الاستمرار، حبا في عدم الإطالة وتفضيلا للاختصار. حتى تحركت جريدة الأسبوع الصحفي بدورها إلى نشر سلسلة مقالات وكيل دفاعها إدريس أبايا تحت عنوان (دفاعا عن الأسبوع الصحفي: كاتب مراكشي يرد على افتراءات السبيل).
ونحن نعد هذه الحركة من الناقد والناشر خدمة جليلة، يستحقان عليها منا جزيل الشكر، إذ أتاحا لنا فرصة جديدة، لنشر ما علق في نفسي من بقية أشياء كنت أود قولها للقارئ، لولا أنه لم تتسع لها تلك السلسلة، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
فيما هو بيني وبين إدريس أبايا ومصطفى العلوي ينقل أخبارا عاجلة من الدار الآخرة.
في الواقع أن (إدريس أبايا) أثار أشياء عجيبة غريبة، وإني حائر في وصف ما فعله بلا موجب، أن زعم ظنا وافترى تخمينا وتفوه كذبا، أن اسم “ذو الفقار” الذي أقدم به مقالاتي هو ليس اسمي الشخصي. موجها إلي قوله: (ما أريد أن أسوقه لصاحب الكنية واللقب دون الاسم الشخصي وكان حريا بمنهجه الجديد أن يكشف عن نفسه ثقة بها حتى يتسنى مبارزته، مادام قد استعار “ذوالفقار” سيف الإمام علي -رضي الله عنه- ليشدخ به رؤس الناس، فما السر في هذا التكتم؟؟)(2).
أو يعقل أن يكون إدريس أبايا أعلم باسمي مني!!. وقد كان بوسعه أن يتصل بالجريدة هاتفيا، وهو أمر ميسور، ثم يسأل ويتثبت، بدل من أن يتسرع ويتهور فيشكك فيما لا علم له به، ويقول ما ليس بكائن. ألم يقرأ قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.(3)
ثم قل لي بربك لماذا أكتم اسمي؟ وممن أكتمه؟
أمن مصطفى العلوي وهو لم يتأدب بآداب الإسلام، ولم يخجل من أن يناصب الخصام لأحد خيار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويشوه صورته المرضية، ويسود صحيفته النقية، ويتهمه زورا باستباحة أموال المسلمين، وإطلاق العنان لولاته في العنف بالرعية ضربا ونفيا وحبسا؟!!!. ومن كان هذا حاله فما جدوى الدفاع عنه، وهو لم يبد اعتذارا يفيد حصول الندم؟! يقول الله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}(4).
لكن الظاهر أن مصطفى العلوي يعاني من أمية شرعية تتوارى خلف شهرته الصحفية. فبينما نحن نطالبه بإدراك نفسه وإعادة النظر في ما سطرته أنامله في حق عثمان بن عفان رضي الله عنه إذ الولوغ في أعراض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر المهلكة. فبدل أن تحصل منه المراجعة أتى بما يدل على أنه لا يرقب حرمة دين، ولا حرمة آخرة، ولا تحرجه قداسة ملائكة. إذ نشر في حقيقته الضائعة (الضائعة)، بنفس العدد من جريدته الذي نُشر فيه أول رد لإدريس أبايا على حلقات “تطهير الأذهان”؛ مقالا له تحت عنوان (لقاء في الآخرة بين الحسن الثاني، أوفقير، وبنبركة) (5)، فبدأ يذكر بصفاقة وجه، وجنون عقل، ما يجري هنالك، وكأنما اطلع الغيب. فتجده تارة يقول(6): ” فالتقوه (يريد الحسن الثاني) هنالك تحت رقابة المَلَك جبريل الذي كلما سمعهم يقولون نْعَامَا سيدي منعهم لأن الطاعة هنالك لا تكون إلا لرب العالمين”، وقال مرة: “وقبل البعث جلس المَلِك الحسن الثاني كأيها الناس، في قاعة الانتظار بين الجنة والنار، تحت رقابة وحراسة أحد الملائكة المهيمنين على المنتظرين فوق شجرة الزقوم.. واسمه جبريل…”، وقال مرة أخرى بعد مرات: “ويتدخل علال الفاسي بسرعة.. كنتم تريدون سماع فرجة سينمائية، ها أنتم اسْمَعْتُوهَا.. لينطلق الجميع ضاحكا.. وليفاجؤوا جميعا بأن جبريل شارك معهم ضحكتهم”.
بربكم هل هذه ثقافة ينشرها مدير جريدة في صحيفته؟!
وهل هكذا يكون الإعلام؟!
إنه سوء أدب في حق جبريل عليه السلام، وسوء أدب في حق الملائكة، وسوء أدب في حق الأموات، واستهتار بهول الآخرة وروعها، وأخذها مأخذ الهزل واللعب بلا مبالاة. ولا يشفع له أنه قال مع القائلين، أو استهتر مع المستهترين، فإن في مثل هذا أنزل الله تعالى قوله في المجرمين حاكيا قولهم: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ}(7).
أيريد منا إدريس أبايا المدافع عن هذه الطوام أن نغض الطرف عن المسمى مصطفى العلوي تحت ستار (عدم فرض الوصاية الدينية على أحد)(8)، أو وراء خدعة (الأولى تجريد سيف النقد ضد أولياء أعداء الإسلام..)(9).
عجبا، ثم عجبا، تريد منا أن نرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنال منهم ويُعرض بهم ويُنتقص منهم ثم نسكت، ولا نغضب، ولا ننتصر. إنا إذا لأتباع سوء، وما نحن لهم بتابعين!!!
أو تريد منا أن نرى من يخدش فضل أصحاب رسول الله عليه السلام، ويهين شرفهم، ويمس كرامتهم، ويحط من ولايتهم، ثم نسكت؟ لماذا؟ فقط لمجرد أن هناك من يتخذ أعداء الإسلام أولياء وهذا أولى بالرد!!
أو ليس من ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بسوء يكون عونا لأعداء الإسلام؟
إن الأمر جد وليس هزلا.
فمن الأولى منا بكتم اسمه والاستحياء من خيال نفسه، آالذي هو في موضع الدفاع عن أحد الخلفاء الراشدين يا ادريس أبايا؟
أم الذي نصب نفسه ناصرا للمستهترين و(المرء مع من أحب) كما أخبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الشورى الآية 39.
(2) الحلقة الثانية من مقال “دفاعا عن الأسبوع الصحفي: كاتب مراكشي يرد على افتراءات السبيل “لإدريس أبايا. جريدة الأسبوع الصحفي؛ العدد 582/1019 الجمعة 11 ربيع الأول 1431، موافق 26 فبراير 2010. ولقد أعاد ذكر وهمه هذا في الحلقة الثالثة العدد 583/1020.
(3) سورة الإسراء الآية 36.
(4) سورة النساء الآية 109.
(5) العدد 581/1018 الجمعة 4 ربيع الأول 1431، موافق 19 فبراير 2010.
(6) الكلام جامع بين الفصحى و الدارجة.
(7) سورة المدثر الآية 45.
(8)(9) الكلام منقول بالمعنى، انظر الحلقة الأولى من مقال “دفاعا عن الأسبوع الصحفي: كاتب مراكشي يرد على افتراءات السبيل” لإدريس أبايا. جريدة الأسبوع الصحفي العدد 581/1018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *