مـلحق سلسلة حلقات تطهير الأذهان من افتراءات مدير جريدة الأسبوع الصحفي على الخليفة الراشد عثمان بن عفان -الحلقة الثانية- أبو عبد الرحمن ذو الفقار

تعسف ادريس أبايا في الانتصار ومكابرته في رد الحق

لقد حاول ادريس أبايا جاهدا بتعسف إبعاد التهمة عن ساحة مصطفى العلوي، وتبرئته من جرم الوقيعة في شخص عثمان بن عفان رضي الله عنه. حيث حاول تصوير كل ما ألصق به على أنه مجرد افتراء قالة السوء واتهام زائف نُسب إليه بدافع التحامل والعدوان، وذلك كما في قوله: (فالقارئ الواعي سيدرك من كلام ذوالفقار أن هناك تحاملا مقصودا به مصطفى العلوي..)(1)، وكذا قوله: (وقد كان عليه أن يعتمده في إبعاد سوء الظن بالناس عندما يسوق اتهامهم بالتعريض بالخليفة عثمان رضي الله عنه كما ذكر ذلك عن مصطفى العلوي)(2).
بل الأقبح من هذا كله، أنه زاد على هذا الافتراء أن حاول توهيم القارئ أن ذنب مدير جريدة الأسبوع الصحفي لا يعدو كونه نقل في مقاله “البيزنس ..قتَل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم” ما صدر عن الصحابة رضوان الله عنهم من غير تجاوز ما ورد عنهم في واقع الأمر بالنص الموثوق، دون تعريض بهم أو تنقيص منهم. كما في قوله: (فغيرة الكاتب ” ذو الفقار” على الخليفة الراشد لا يجب أن تدفعه لمطالبة الناس بالإحجام عما هو وارد بالنص الموثوق .. وكما هو وارد بالنصوص الموثوقة بها في نقل الروايات والأسانيد..)(3)، وقوله: (فالخوض المنهي عنه فيما شجر بين الصحابة لا يعني عدم نقل ما صدر عنهم..)(4).
هكذا ساق ادريس أبايا كلامه دون أن يأتي بما يعيد الهيبة لمقال مصطفى العلوي، إضافة إلى ما يشتمل عليه كلامه هذا من تقرير ضمني لكل ما جاء في مقال مصطفى العلوي من تنقيص في حق الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه. مع تغافله المقصود وتعاميه عن تناول كثير من النقط بالبحث والتحليل أو مناقشتها علميا، ليثبت صدقا من خلالها عكس ما بينته من جهالات مدير جريدة الأسبوع الصحفي، كما في مثل ما بينته بخصوص ضعف قصة ضرب عثمان رضي الله عنه لعمار بن ياسر حتى أصيب بالفتق، وحادثة كسر أضلاع عبد الله بن مسعود(5). وإبرازي بوضوح بطلان قصة مساندة علي رضي الله عنه للثوار وتوبيخه لعثمان رضي الله عنه، ووصفه إياه -وحاشاه- بأنه ” …لا يبصر من عمى، ولا يعلم من جهل،..”(6). مما يجعل دعوى ادريس أبايا توثيق ما اعتمده مصطفى العلوي من المنقولات في حق عثمان رضي الله عنه دون أدنى مناقشة تذكر لما أوردته من تضعيف، مما يجعل كلامه ودفاعه محض افتراء مفضوح وتحريف لواقع حال مقال مدير الجريدة. وكأنه ظن من تغافله هذا وعدم تعرضه أن القارئ الواعي مغفل لا ينتبه إلى مثل هذا التجاهل منه.
أليس من المكابرة والعناد أن يقف ادريس أبايا ليدعي بلا حياء حيث لا تجدي المكابرة والإنكار أن قول مصطفى العلوي في حق الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه: (فلم يلبث مالُه أن قصر به، فاستباح أن يأخذ أموال المسلمين)(7) نص موثوق وليس فيه تعريض بالخليفة الراشد؟!
وهل قوله: (وعلى مسار أشبه ما يكون بمسار العصر الحاضر، سجلت خروقات مفضوحة لقواعد احترام حقوق الإنسان، فأطلق الخليفة عثمان لعماله وولاته الأيدي للإسراف في العنف بالرعية ضربا ونفيا وحبسا..)(8) نص موثوق؟!
أولاً نسأل ادريس أبايا من وثقها؟{قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ}(9).
ألم تقرأ يا ادريس أبايا أنه “إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيا فالدليل”، وما لم تُثبت صحة دعوى توثيق النصوص المعتمد عليها فيما نسبه مصطفى العلوي لعثمان رضي الله عنه، فمرافعتك عنه تعد فرية ساقطة.
لكن العجيب هنا هو أمر مصطفى العلوي نفسه الذي تعلق في استعلاء يضمر من ورائه إحساسا بضعف دفاع هزيل لا يستند إلى دليل، وفرح واحتمى بتبرير واهن مصدره الوهم، يغلب على ظني أنه هو نفسه غير مقتنع به، لولا مرارة الاعتراف بالخطأ، ومشقة الإقرار، وخشية أن يقال أن مصطفى العلوي كان على خطأ. وصدق الله العظيم {وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}(10).
أليس من المكابرة -أيها القارئ الواعي- حين ينفي ادريس أبايا عن مصطفى العلوي تهمة التعريض بعثمان بن عفان، وهو يرمي بلا خجل أو حياء عثمان رضي الله عنه ويتهمه باستباحة أموال المسلمين؟
أوليس معنى “فاستباح”، أي أن الشيء المستباح حكمه في الأصل أنه حرام. والمُستبيح له صيَّره باستباحته له حلالا بانتهاك حرمته دون التحرج من الوقوع فيه.
أليست دعوى مدير جريدة الأسبوع الصحفي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه “استباح أن يأخذ أموال المسلمين” غاية في الطعن والتعريض به؟!!
فإذا كان هذا هو المدح و الثناء في جريدتكم، فكيف هو الذم والهجاء والتنقيص إذن عندكم؟!
من أقوال سيد الأنام في الصحابي الجليل عثمان بن عفان
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث. ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدث. ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، قال محمد -أحد رواة الحديث- ولا أقول ذلك في يوم واحد. فدخل فتحدث، فلما خرج؛ قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر، فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلست وسويت ثيابك. فقال: “ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟”.(11)
وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرأها لكتاب الله أبي، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح”.(12)
وعن أنس رضي الله عنه قال: “صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف وقال اسكن أحد -أظنه ضربه برجله- فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان”(13).
فيا عجبا كيف لم يهتد مصطفى العلوي وكذا مَن يدافع عن أخطائه ويصوبها إلى أنه لا يستفيد بالتعريض بعثمان بن عفان رضي الله عنه إلا التعريض بنفسه والكشف عن جهله، وصدق من قال “الجزاء من جنس العمل”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مقال “دفاعا عن الأسبوع الصحفي : كاتب مراكشي يرد على افتراءات السبيل” الحلقة الأولى العدد 581/1018.
2- المصدر نفسه الحلقة الثانية العدد 582/1019.
3- المصدر نفسه.
4- المصدر نفسه الحلقة الخامسة العدد 585/1022.
5- انظر جريدة السبيل العدد69، مقال “تطهير الأذهان من افتراءات مدير جريدة الأسبوع الصحفي على الخليفة الراشد عثمان بن عفان” الحلقة الخامسة.
6- المصدر نفسه الحلقة الأخيرة العدد 70.
7- انظر مقال مصطفى العلوي: “البيزنس .. قتل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم” جريدة الأسبوع الصحفي العدد 557/994.
8- المصدر نفسه.
9- سورة الأنعام الآية 148.
10- سورة فصلت الآية 35.
11- صحيح مسلم.
12- أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وقال إسناده صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
13- صحيح البخاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *