القمة العربية أكثر من المتوقع أقل من المأمول

قالت مصادر مطلعة في الجامعة العربية أن القمة العربية المتوقع عقدها نهاية الأسبوع الحالي سوف تتبنى عدد من القضايا الهامة مثل تفعيل دور الجامعة في العراق ودعم موازنة السلطة الوطنية وصمود الشعب الفلسطيني وقضية الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه والتضامن مع السودان.

لست من المتفائلين بأي دور للجامعة العربية في الوقت الراهن، فالحقيقة أن الأوضاع العربية الرسمية أصبحت من الضعف والترهل بحيث أنه لا يؤمل منها أي إنجاز حقيقي، وهذا لا يعني نهاية الأمل في المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد، ولكن شريطة تغيير الأوضاع والهياكل والنظم والأوضاع العربية شكلاً ومضموناً، ولعل الجزء الإيجابي الوحيد في الواقع العربي هو المقاومة العراقية والمقاومة الفلسطينية، وانتفاضة الشعوب دفاعاً عن القضايا الإسلامية والاعتداء على المقدسات. ولعل هذا المدخل ربما يفسر تلك الحالة من الاهتمام الرسمي العربي بالقمة التي ستنعقد في الخرطوم في نهاية الأسبوع الحالي، فالحضور العربي من رؤساء ورؤساء وفود أعلى من سابقاته، والموضوعات المطروحة بعضها تقليدي ولكن هناك اهتمام بقضايا جادة، بل وهناك مواقف ارتفع فيها السقف العربي كثيراً، ولكن هل رفع السقف هنا مجرد كلام أم سيتحول إلى أفعال. أعتقد أنه سيظل في خانة الأقوال.

لابد أن ندرك هنا أن رفع السقف والاهتمام بالحضور، والتصلب في بعض المواقف مثل رفض التدخل الدولي في شئون السودان إلا بموافقة الحكومة السودانية ودعم موازنة السلطة الفلسطينية هو نوع من الهروب إلى الأمام، فالأوضاع الداخلية العربية متأزمة جداً، والشعوب العربية تشعر بانتقاص حقوقها السياسية والاقتصادية، ثم ضعف حكوماتها أمام الاستقواء الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي والشعور بالمهانة، ومن ثم فلم يكن أمام الزعماء العرب إلا نوع من اتخاذ مواقف أعلى سقفاً لامتصاص تلك الغضبة الشعبية، الموقف العربي الرسمي في مأزق شديد في الحقيقة، فالإساءة إلى المقدسات الإسلامية ثم في السنة الأخيرة في أكثر من مكان في سجن جوانتانامو، وفي سجن مجدو الإسرائيلي، وفي الرسوم المسيئة للرسول في الدانمارك وغيرها، والإحساس بتجاهل الدول الكبرى للحكومات العربية وعدم احترامها، سجلته أكثر من حالة منها مثلاً اقتحام سجن أريحا واعتقال أحمد سعدات ورفاقه، ومنها عرض أمريكا بالتفاوض مع إيران على أحوال العراق، أي أن الشأن العراقي أصبح شأناً أمريكياً إيرانياً لا علاقة للعرب به، وهي مأساة وإهانة في نفس الوقت، نتمنى ألا تكون قرارات القمة، مجرد نوع من التجديد للشعور العربي بعد وصول الاستفزاز والألم إلى غايات خطيرة على المستوى الشعبي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *