“النص والحاوي: في تفكيك القراءة المعاصرة للقرآن الكريم”؛ كتاب جديد للدكتور إدريس الكنبوري، تناول فيه بالنقد قراءة محمد شحرور للقرآن الكريم بعدما سحرت هذه القراءة تصورات الكثير من الناس.
استغلت القراءة الشحرورية بعد الأجيال الجديدة عن التراث وأمهاته، فادعت تماسك تأويلها بناء على قواعد لعل أبرزها “عدم وجد ترادف في نص القرآن الكريم”.
يوجه د. الكنبوري نقدا قويا لهذه القاعدة ولغيرها من الأفكار التي تميزت بها قراءة شحرور؛ وذلك في عدة محاور، نذكر منها:
– شحرور ومعضلة المنهج.
– شحرور بين رفض الخرافة والإيمان بها.
– شحرور والتطفل على التفسير.
– شحرور وأكذوبة “المسح الشامل” للقرآن.
– شحرور و”الاكتشاف العظيم”.
– شحرور وأركان الإسلام المزعومة.
– شحرور و”تطوير” اللغة العربية.
– شحرور والقراءات القرآنية.
إلخ.
مكتبتك في تاريخ المغرب
نقد للقارئ الكريم، في هذا العدد، كتاب “الوطنية والسلفية الجديدة بالمغرب”، للأستاذ عثمان أشقرا. ليس الكتاب في تخصص التاريخ حصرا، ولكنه يضيء فترة مهمة من فترات التاريخ المغربي.
يبحث الكتاب تشكل الوطنية التي واجهت الاستعمار على أساس ما يسميه صاحبه “السلفية الجديدة”. وهو في الأصل أطروحة دكتوراه دولة يتمحور موضوعه أساسا حول: إبراز واقعة الارتباط بين ما يمكن تحديده كـ”وضعية استعمارية”، من جهة، ومضمون وخطاب الفكر الوطني المغربي في جانب هيمنة “السلفية” عليه، من جهة أخرى” (عبد الصمد بلكبير معلقا على الكتاب).
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
– القسم الأول: معطيات السيطرة الاستعمارية بالمغرب من 1930 إلى 1956.
– القسم الثاني: الحركة الوطنية المغربية (1930-1956).
– القسم الثالث: الفكر الوطني بالمغرب من 1930 إلى 1956 (المضمون والخطاب).
فنون
الرواية فن أدبي معروف، كثر النقاش فيه من حيث الشكل والمضمون. وتعرف الساحة المغربية نزرا من هذا النقاش بين فينة والأخرى، كان آخرها النقاش الذي أثارته رواية حسن أوريد “الموتشو”.
اختلفت وجهات النظر بخصوص الرواية بين معجب ومنتقد، بين انتقاد موجه للأسلوب وآخر موجه لخطاب الرواية، بين اقتصار على الجانب الفني في الرواية واستقصاء لأبعادها الإيديولوجية وحتى السياسية.
اختار أوريد أن يحرك شخصيات روايته بين أحداث 20 فبراير و”الربيع العربي” وصعود الإسلاميين والتطبيع العربي مع “إسرائيل”، واختار لتلك الشخصيات هويات مختلفة نضالية ودينية واجتماعية وثقافية، إلخ.
ويوجه قراء الرواية بقوله: “أنا كتبت عملا روائيا. وشرط العمل الروائي أن تتوفر فيه المتعة بغض النظر عن الموضوع، ومن الشروط الأساسية كذلك تفكيك واقع معقد. لا بد أن يجد القارئ الذي هو منشغل بالأساس في شؤون الحياة صورة من الواقع موضوع الرواية. هل وفقت؟ لا أستطيع أن أجيب. أما الأحكام فلكل واحد حرية القول هل هي مرافعة أدبية أو سجال فكري، أو إطلاق النار في كل الجهات، أو تصفية حسابات. كل واحد حر في تقييماته ولا أرد عليه” (من حوار أجرته “الأيام” مع أوريد).
نافذة على مشروع فكري
“دستور الأخلاق في القرآن الكريم” للعلامة دراز (1)
يقف العلامة دراز، منذ البداية، على النقيض من الفصل بين القواعد الآمرة والقواعد الأخلاقية، يرى أن هذه لا تجد معناها إلا بالأولى. ويسمي خضوع الأخلاق للأمر بـ”الإلزام”، الذي هو في نظره “الأساس الجوهري والمحور الذي يدور حوله النظام الأخلاقي كله، وفقد فكرة الإلزام يؤدي إلى سحق جوهر الحكمة العملية نفسها”. (محمد عبد الله دراز، دستور الأخلاق في القرآن، ترجمة خالد وادي، مؤسسة اقرأ، الطبعة الأولى، 2015، ص 17)
على هذا الأساس يرفض العلامة دراز تعريف الأخلاق بعناصرها الجمالية والذوقية فحسب، فالأمر عنده “أكثر من هذا؛ حيث إن الفضيلة –بحكم طبيعتها-مؤثرة ومحركة، فهي تدفعنا إلى العمل لكي نجعل منها واقعا محسوسا، في حين أننا لا نرى للإحساس بالجمال أية علاقة بالعمل، حتى عند رده إلى أبسط صوره، وخاصة عندما يكون موضوعه غير متصل بإرادتنا” (نفسه). الأخلاق تقتضي العمل لبلوغها، والإلزام هو الكفيل بالحمل على العمل، لا الجمال والذوق إذ ليس من ثمراته العمل أساسا.