منتقبات يجبن على أسئلة العلمانيين من يعلن الحرب على النقاب اليوم هو من أعلنها على الحجاب بالأمس

سؤال: يزعم بعض المتدخلين في شأن النقاب اليوم أن هذا اللباس قد يختفي وراءه بعض المجرمين أو حتى بعض الإرهابيين؛ فما رأيكم.
الجواب (جامعية؛ زينب.أ): هذا كلام يكرره كثيرا كتاب الجرائد والمجلات العلمانية؛ وقد استقوه من كتب قاسم أمين الداعية إلى تغريب المرأة؛ ولا أفهم كيف يحق لمثل هؤلاء الذين يصدعون آذاننا صباحا مساء بالدفاع عن حقوق المرأة أن يسلبوني حقي الشرعي في الاقتداء بأمهات المومنين؛ خير نساء العالمين.
ثم يجب أن أسجل هنا أنه لم يثبت تورط أي امرأة منقبة في عملية إرهابية في المغرب؛ وحتى لو وقع ذلك لا قدَّر الله؛ فلا يجوز أبدا أو يوجه اللوم إلى اللباس بل إلى حاملته؛ وإلا لزمنا أن نمنع لباس الشرطة الموحد بدعوى تخفي بعض المجرمين وراءه.
وقد ذكرني سؤالك هذا بعمل ساقط مشين أقدم عميد كلية بجمهورية مصر العربية؛ وكان العميد يساري التوجه شديد العداوة للمنتقبات؛ فقدم رشوة لأحد الطلبة مقابل أن يلبس النقاب؛ ليلقى عليه القبض فيما بعد؛ ويحظر النقاب في الجامعة بدعوى تخفي أشخاص غير معروفين وراء هذا اللباس.
يجب على العلمانيين أن يتذكروا أنهم كانوا بالأمس القريب وبالضبط في الثمانينات والتسعينات إبان عودة الحجاب ضد هذا اللباس جملة وتفصيلا؛ والنقاب يعرف بدوره اليوم انتشارا واسعا؛ فما على العلمانيين إلا أن يتعايشوا مع هذه الشعيرة الربانية ويقبلوا بوجودها في المجتمع.

من يدعي أن النقاب دخيل على المغرب
إما جاهل بالدين والتاريخ وإما كاذب

سؤال: يوجه بعض الناس اللوم إلى المنقبات ويزعمون أن هذا اللباس دخيل على بلدنا، وأن الحايك أو ما شابهه كان لباس أهل البادية في المغرب؛ فما جوابكم.
الجواب (خديجة ش؛ أرملة 53 سنة): كيف يكون النقاب دخيلا وقد شاهدت أمي وجدتي وكثير من النساء منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا وهن يرتدين النقاب؛ وكن لا يخالطن الرجال أبدا؛ ويقرن في بيوتهن ويعتنين بأبنائهن غاية العناية؛ وأنا أتذكر جيدا السعادة الغامرة التي كانت تحف بيتنا؛ وأمنا دائما تحضننا وترعانا.
والدخيل على البلد هو الزي الغربي من الدجينز والمني جيب وتعرية الرأس والنحر واليدين والساقين..؛ الذي استشرى في العديد من مدن المملكة مع الأسف الشديد. نظرا لتقصير المؤسسات العلمية والدعوية.
فالمدعي بأن هذا اللباس دخيل على المغرب إما جاهل بالدين والتاريخ وإما كاذب.

نقابي لا يعوقني عن أداء وظيفتي
سؤال: يدعي العلمانيون أن النقاب فكر ذكوري تلزم المرأة بارتدائه؛ وهي حين ترتدي هذا اللباس تكون واقعة تحت سلطة الرجل وقهره؛ علمت ذلك أم لم تعلم..؛ فبم تعلقين؟
الجواب (خديجة. ب؛ أستاذة): يخطئ من يظن أن النقاب قيدٌ وُضع على المرأة ليمنعها من ممارسة حقوقها، أو غلٌّ ذكوري ترسُف فيه يحول بينها وبين التمتع بحقوقها؛ فمعظم المنقبات اليوم عاشوا صراعا مريرا مع أسرهم ومحيطهم حين قرَّرن ارتداء هذا اللباس؛ بسبب هالة الخوف التي أنيطت بهذا الزي.
وأنا أتذكر صراعي الطويل مع الوالد رحمه الله الذي كان يمنعني من الستر الكامل؛ خوفا علي من الإقصاء الاجتماعي؛ والتوقف عن الدراسة؛ والحرمان من ولوج سوق الشغل.
فالمرأة المنقبة تقاصي الأمرين مع أسرتها ومحيطها الاجتماعي قبل أن يتقبل الناس هذا اللباس بحكم حملة التشويه والإرهاب الواسعة التي يمارسها الإعلام المتطرف. وأنا أعتقد أن المروجين لمثل هذه الشبهات قد تجاوزهم الزمان وأصابهم داء الرجعية والقرسطوية؛ لأنهم لا زالوا يصرون على الترويج لشبهات كانت تؤدي مفعولها في زمن غير الزمن التي نعيشه اليوم.
وبالنسبة لي فالناس عموما متقبلون للباسي ويحترموني غاية الاحترام سواء داخل المؤسسة أو خارجها.
سأحافظ على لبس نقابي حتى ألقى ربي
أبى من أبى وكره من كره
هناك من ينتقص النقاب ويصف مرتديات هذا اللباس بالخيمة المتنقلة والعادة قديمة؟!
جواب (لطيفة. ق؛ 56 سنة؛ ربة بيت): هذا استهزاء صريح بشعيرة من شعائر الإسلام وكلام مردود على قائله جملة وتفصيلا، وحتى إذا سلمنا لهم أن لباس عفتنا وحيائنا خيمة، فنحن نعتز به، ما دام فيه مرضاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وسنحافظ على لبسه حتى نلقى ربنا، أبى من أبى وكره من كره.. ولبس النقاب مفخرة لا يدرك قيمتها أمثال هؤلاء..؛ أنا ألبس النقاب قبل أن أسمع بهذه التسمية التي صار يلمزنا بها البعض، ونقابي لبسته انطلاقا من امتثالي لكتاب ربي وسنة نبيي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا شخصيا أتعبد الله تعالى بلبسه، ولست أتبع به جماعة أو فكرا.. والقب والنقاب عرفنا عليه أمهاتنا وجداتنا، وأنا شخصيا لبسته لما كان عمري 14 سنة (من مواليد 1954م)، ولباس العفة هذا ترعرعنا فيه وكبرنا معه ونحبه كثيرا، ولا نبغي عنه بديلا..
ولا نلقى ولله الحمد والمنة مضايقات لأننا نحتسب الأجر والثواب عند الله، وحتى مجتمعنا المغربي هو متعايش مع المنقبات، اللهم إلا المضايقات العلمانيين وأهل الأهواء ومن يريدون تعرية المرأة من حيائها وعفتها ولباسها..

المنتقدون للنقاب لهم خلفية سياسية إيديولوجية
يحتج بعض المنتقدين للنقاب بأن هذا اللباس مخالف للعرف والعادة التي جرى عليها المغاربة؛ وأن هذا اللباس له طابع سياسي أكثر منه ديني. فبم تعلقين؟
(زكية. ر؛ مجازة في الدراسات الإسلامية؛ وناشطة جمعوية وامرأة أعمال).
أولا أنا أرتدي الجلباب المغربي واللثام؛ ومع ذلك لا يفرق من ينتقد النقاب بيني وبين غيري ممن يرتدين شكلا مخالفا من النقاب؛ الأمر الذي يدل أن هذا الانتقاد هو السياسي الإيديولوجي وليس النقاب.
كما أن العرف والعادة التي يدَّعون مخالفتنا لها كان أساسها ما جاء به الإسلام من شروط لباس المرأة؛ إذ غالبا ما نقرأ في الصحف والجرائد العلمانية أن كتاب هذه المنابر يريدون نزع المرجعية الشرعية عن لباس المرأة عموما؛ سواء كان جلبابا ونقابا أم حايكا أم برقعا أم تشادورا، بمعنى أنهم يعادون أي لباس يغطي الرأس والوجه أيا كان شكله؛ باختصار يمكن أن نرجع هاته الانتقادات إلى تزمت المواقف العلمانية وتطرفها نظرا لازدياد الإقبال على الحجاب والنقاب، الأمر الذي يعتبرونه إفلاسا لدعوتهم التحررية في ملف حقوق المرأة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *