أمة الله.. لا تستسلمي فيخر علينا السقف ذ.أحمد اللويزة

بعد أن استنفذ أعداء الله أغراضهم من تمييع الأمة الإسلامية وإغراقها في أوحال من الرذيلة والفسوق والانحراف الظاهر المكشوف؛ وذلك من باب حقوق المرأة وكرامتها، وبدا الأمر في بدايتة حقا وصدقا، لذلك اغتر به كثير من المغفلين ولبس عليهم حتى صار عندهم كالحق المبين، وكانت هناك طائفة ولا تزال تعلم حقيقة الغدر وقبح الطوية في تلك المطالب ولكنهم آثروا النعيم الزائل والدنيا الفانية على مصارحة الأمة ومناصحتها؛ وقد فني كثير منهم ولم يخلفوا وراءهم إلا سننا سيئة سنوها لا زالوا يحملون أوزارها وأوزار من تبعوهم وهم تحت الثرى قد تحولوا إلى رميم.
وبعد هذه الصحوة المباركة لنساء الإسلام عربا وعجما وهذه الهبة النسائية نحو الحجاب والنقاب رمز الطهر والحياء لم يرق لأعداء الفضيلة هذا الوضع الذي يسير نحو التمكين والرسوخ رويدا رويدا، فأعادوا الكرة في قوالب مختلفة لنفس الهدف وذات الغاية، فالأمة ظهرت فيها عافية ويقظة؛ يمثلها مظاهر التدين البارزة التي هي دعوة بالفعل لا بالقول تجعل الناس يقبلون مستفسرين وباحثين عن الحقيقة التي يجدونها في دين الله واضحة أكثر من الشمس تجيب عن أسئلتهم المعقدة والسهلة المرتبطة بالمعاش والمعاد بعيدا عن هرطقات القوم وطلاسمهم التي تجعل اللبيب حيران وتزيد الحائر حيرة.
فالقضية إذن هي محاربة الإسلام عن طريق المرأة مرة أخرى، لكن هذه المرة ليست كالمرة السابقة فقد ظهر الحق وبوسائل شتى لا يستطيع أحد حجبها بغربال الباطل مهما حاول.
لذلك هذه صرخة في أذن المرأة المحجبة والمنقبة الصادقة في التزامها التي تدرك قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها؛ إياك أن يدخل العدو من بابك، انتن اللواتي تحمين ظهر الإسلام من الخلف وإذا تمكن العدو منكن فعلينا السلام، سنين عددا مرت كانت ويلا وعارا على المسلمين يوم تحققت أمنية أعداء الدين وسدنتهم ممن خانوا الأمانة وباعوا الأمة، واليوم يبغونها عوجا حيث يظهرون الشفقة عليك، وعليك يدرفون دموع التماسيح، فالحذر الحذر فأنتن رمز العزة الذي يزيل الهم ويذهب الغم ويجعلنا نتمسك بخيط الأمل وسط ركام من الانحلال والذل المشوب بنكهة الحرية المزعومة، أنت الشامة وسط همج العري والتكشف؛ المغرورات بالسراب؛ المخدوعات بالوهم، فك الله أسرهن من سجن الهوى وقيد الانحراف.
أنت الضوء الساطع وسط ظلام العري الدامس وصفاء وسط كدر الاستلاب وتعقل بين تهور وتهتك.
الأعداء يراهنون اليوم عليكن، لم يكفهم ما أحدثوه في جمهور عريض من نساء الأمة، وما أوقعنهن فيه من مهاوي الخنا الذي بلغ الغاية في الفحش وما يقدر العفيف أن يفتح عينه، أو يلتفت يمنة أو يسرة أو أن يرفع بصره إلى السماء.
الإسلام اليوم محارب وبكن منتصر فلا تخذلن الإسلام فيكن، أنتن صانعات الرجال وبانيات الأمجاد وإدراك العدو لهذه المهمة التي أنيطت بك هو الذي جعله يتربص بك الدوائر إذ يسعى إلى انحلالك وتفسخك وتمييعك حتى يسهل نشر الفساد والرذيلة وسط مجتمع الرجال فيصير لاهثا وراء شهواته لا يقف دونه ودونها رادع ولا وازع، فيطغى ذلك على عقله وفكره ويصير له الفساد مشروع حياة فتضيع الأمة في رجالها وخيراتها وطاقتها، ويضيع المستقبل الزاهر والأمل المنشود، ويخلو الجو لأعداء الدين والأمة، فيذبحونها كالخراف؛ ويرقصون على دمائها؛ وتصدق مقولتهم الخالدة “كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة؛ فأغرقوها في حب المادة والشهوات”.
لذلك أختاه لا تستسلمي فيخر علينا السقف والله خير حافظا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *