سنن مندثرة ومنهيات منتشرة

السنة: سجود الشكر 

عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يُسَرُّ به خرَّ ساجداً. رواه أبو داوود والترمذي.

التعليق:
– يدل هذا الحديث على سنية سجود الشكر عند وجود نعمة يسربها.
– الصحيح أنها لا يشترط لها طهارة لأنها ليست صلاة فالصلاة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (وليس في أحاديث سجود الشكر ما يدل على التكبير) اهـ.
وقال ابن القيم في زاد المعاد: “وفي سجود كعب رضي الله عنه حين سمع صوت المبشر دليل ظاهر أن تلك كانت عادة الصحابة وهو سجود الشكر عند النعم المتجددة والنقم المندفعة؛ وقد سجد أبو بكر الصديق لما جاءه قتل مسيلمة الكذاب؛ وسجد علي لما وجد ذا الثدية مقتولاً في الخوارج؛ وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشره جبريل أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا؛ وسجد حين شفع لأمته فشفعه الله فيهم ثلاث مرات وأتاه بشير فبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة رضي الله عنها فقام فخر ساجداً.

المنهي عنه: الأكل متكئـاً
عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده: “لا آكل وأنا متكئ” رواه البخاري.

التعليق:
– الاتكاء مكروه سواء كان على شيء يعتمد عليه أو يميل على أحد شقيه أو على يده.
– وجه الكراهة في ذلك أن هذه الهيئة من فعل الجبار وملوك العجم وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام. ذكره ابن القيم في زاد المعاد وابن حجر في الفتح.
– قال ابن القيم: الاتكاء على ثلاثة أنواع:
أحدها: الاتكاء على جنب؛ الثاني: التربع؛ والثالث: الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى. اهـ.
وجاء في كتاب الإقناع أن التربع من الصفات المستحبة في جلوس الأكل. قاله ابن عثيمين. (انظر: سنن مندثرة.. ومنهيات منتشرة، لعبد الله الفريح).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *