مسلسل أحاجي وأكذوبات وكالات الأنباء الجزائرية والإسبانية والفرنسية

يوما بعد آخر يتبين لنا أن أعداء الوحدة الوطنية مصرون على تفتيت هذا البلد والنيل من وحدته؛ ويسعون إلى تهديد أمنه واستقراره، وتدفعهم أطماعهم التوسعية إلى القفز على الحقائق البينات؛ والترويج لأطروحات يعلم الجميع أنها مجرد أوهام وأضغاث أحلام.

فبالإضافة إلى الدعم السياسي والعسكري الذي تحظى به الجمهورية الوهمية من لدن إسبانيا والجزائر وغيرهما فإن هاته الدول لا تتوانى في دعم دعاة الانفصال عبر أهم أسلحة العصر وهو سلاح الإعلام؛ ويروجون لأطروحات دعاة الانفصال بالكذب والبهتان؛ واستغلال بعض الأحداث التي تعرفها المنطقة أبشع استغلال؛ ليكشفوا بذلك وبكل جلاء عن حقد دفين وكراهية غير مسوغة اتجاه هذا البلد ووحدته ونظامه.
ومن صور الحقد تلك ما دأبت على نشره العديد من وكالات الأنباء والمنابر الإعلامية الجزائرية والإسبانية والفرنسية بخصوص قضية الصحراء المغربية؛ والناظر بحياد وإنصاف إلى هاته المصادر الإخبارية يكتشف للتو اللعبة التي تخوضها وكالات الأنباء ضد قضايا المغرب، و”يدرك جدلية الصراخ والصمت في الخط التحريري الذي تطبقه إزاء المغرب، والصراخ حين يتعلق الأمر بقلب الحقائق وتزييف الوقائع بل والكذب في بعض الأحيان، والصمت حين يحتم السلوك الصحفي السليم نقل ما أنجزه وينجزه المغرب على الأرض”.
فبالأمس القريب غضت (فرانس برس) الطرف عن الاعتقال والتعذيب الذي تعرض له مصطفى ولد سلمى، من طرف “البوليساريو” فوق التراب الجزائري لمجرد كونه جهر برأيه المؤيد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، كما غضت الطرف عن المنع الذي تعرض له والد مصطفى ولد سلمى وشقيقه من طرف السلطات الجزائرية حين رفضت هذه الأخيرة السماح له بالتوجه إلى مخيمات تندوف لتفقد أحوال عائلة ابنه، ترى لماذا لم تتحدث (فرانس برس) الحريصة على الدفاع عن حقوق المستضعفين عن محنة هذا الشيخ الطاعن في السن بمطار الجزائر العاصمة وهو قريب إلى مكتبها هناك؟!
ولماذا لم تتحدث وكالة (فرانس برس) عن اعتقال الأجهزة الأمنية الجزائرية لصحافيين مغربيين بمطار تندوف توجها إلى هناك لتغطية وصول مصطفى ولد سلمى عائدا من السمارة إلى مخيمات تندوف؟!
لماذا لم تلتفت هذه الوكالة إلى الصحفيين المغاربة الذين منعتهم السلطات الإسبانية في الآونة الأخيرة من الدخول إلى سبتة ومليلية لتغطية الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت بهاتين المدينتين المغربيتين المحتلتين، أليس من صميم المهمة الصحفية لوكالة الأنباء الفرنسية الإخبار عما تعرض له هؤلاء الصحفيين المغاربة من إهانات وتعنيف شفوي مخل بالكرامة من قبل الأمن الإسباني في الثغرين المحتلين.
وانضمت الوكالة إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة العيون إلى الجوقة المعادية للمغرب التي تتقدمها من جهة وكالة الأنباء الجزائرية ومن جهة أخرى بعض وسائل الإعلام الإسبانية، ومنها صحيفة “إلموندو” التي نفخت في حصيلة أحداث العيون وكتبت، زورا وبهتانا، ضمن تقرير لها ينتمي إلى الخيال العلمي الرديء، بأن الحصيلة بلغت 19 قتيلا ومئات الجثث مجهولة الهوية، وهو افتراء لا يردده إلى أعداء المغرب الذين يحركهم حقد دفين. -حسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء-.
وأثناء تغطيتها لأعمال الشغب التي شهدتها مدينة العيون ادعت وكالة الأنباء الجزائرية، المتحدثة باسم الحكومة الجزائرية “أن ويليام هيغ” وزير الشؤون الخارجية البريطاني أشار إلى أن “ظروف الحادث لازالت غامضة ولقد طالبنا باتخاذ إجراءات من أجل حماية رعايانا في المغرب”.
وعندما حاولت وكالة المغرب العربي للأنباء التحقق من الخبر لم يتردد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية البريطانية في التعبير عن اندهاشه من الأكاذيب التي نشرتها الوكالة الجزائرية.
وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء دوما فإن الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية البريطانية، التي تظل المرجع الأول لرعايا المملكة المتحدة المقيمين أو المتوجهين إلى المغرب، يتبين جليا وبالدليل أنه إذا كان هناك بلد بمنطقة شمال إفريقيا حيث يطلب من البريطانيين توخي أقصى درجات الحذر، فإنها الجزائر نظرا لوضعية انعدام الأمن السائدة بالبلاد.
وفي تضليل إعلامي مكشوف آخر عمدت الصحافة الإسبانية إلى نشر صورة على صفحاتها الأولى لأطفال غزة ضحايا العدوان الصهيوني يتلقون العلاج في أحد المستشفيات، ادعت أنهم ضحايا “قمع الأمن المغربي”، وهذه الصورة موجودة ضمن شريط صور حول أحداث العيون في صحيفة “إلباييس” تحت عنوان “أطباء يسعفون عدة أطفال صحراويين جرحى”؛ ونشرت الصورة نفسها جريدة “إلموندو” والعديد من الصحف الإلكترونية مثل “إيل سيمنال ديخيتال” وصحف مجانية مثل “كي” وغيرها.
وانتقد الوزير الناطق الرسمي للحكومة المغربية بشدة أحد عناويين الصحافة الاسبانية أثناء تغطيتها لأحداث العيون والتي تقول “الشعب الصحراوي في مواجهة الاستعمار المغربي”، كما انتقد قصاصات وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” حينما أوردت خبر كاذبا أن “هناك عشرات، بل المئات من الجثث المنتشرة في الشارع العام بالعيون”.
يبدو أن مسلسل أحاجي وأكذوبات وكالات الأنباء الجزائرية والإسبانية والفرنسية طويل يصعب حصره؛ لكن الأمر الذي يجب علينا كمغاربة أن نعيه أن بلدنا يتعرض لحملة إعلامية مغرضة تستهدف وحدته وأمنه؛ وتستوجب اليقظة وتضافر الجهود لإبعاد بلدنا عن أي منزلق يمس وحدته ونظامه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *