إذا جاء العذاب فإنه لا ينفع الإيمان إلا قوم يونس، فلماذا؟
الحكمة أن يونس عليه السلام خرج من قومه مغاضباً قبل أن يؤذن له، وكأنه لم يستكمل الدعوة فلم تقم عليهم الحجة الكاملة، فصار لهم في هذا نوع عذر لهم، ولهذا نجوا حين آمنوا بعد رؤية العذاب.
الشيخ ابن عثيمين (تفسير سورة غافر).
إبراهيم الخليل يسأل الله القبول، فكيف بغيره؟؟
قال تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا).
جاء عن وهيب بن الورْد أنه قرأ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) ثم يبكي ويقول: يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك.
قال ابن كثير: فهما في عمل صالح، وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما،
قال ابن كثير: وهذا كما حكى الله عن حال المؤمنين الخلص في قوله (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) أي: يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أي: خائفة أن لا يتقبل منهم.
تفسير ابن كثير 1/166
الروح في القرآن
الروح في القرآن على عدة أوجه:
أحدها: الوحي؛ كقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا).
والثاني: القوة والثبات والنصرة، التي يؤيد بها من شاء من عباده المؤمنين؛ كما قال: (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْه).
والثالث: جبريل عليه السلام؛ كقوله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ).
والرابع: الروح التي سأل عنها اليهود، فأجيبوا بأنها من أمر الله، وقد قيل: إنه الروح المذكور في قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً).
والخامس: المسيح بن مريم عليه السلام قال تعالى: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ).
كتاب الروح لابن القيم
عصى موسى كان فيها أربع آيات
أولاً : أنه كان يلقيها فتكون حية تسعى ثم يأخذها فتعود عصى.
ثانياً : أنه ضـرب بها الحجـر فانـفجـر عيونــاً .
ثالثاً : أنه ضرب بها البحر فانفلــق.
رابعاً : أنه ألقاها حين اجتمع إليه السحرة، فإذا هي تلقف ما يأفكون.
وصف الله قلوب الكفار بعشرة أوصاف
المرض، قال تعالى: في قلوبهم مرض.
الختم قال تعالى: ختم الله على قلوبهم.
الطبع: قال تعالى: فطبع على قلوبهم.
الضيق: قال تعالى: ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا.
الحمية: قال تعالى: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية.
منكرة: قال تعالى: قلوبهم منكرة وهم مستكبرون.
الانصراف: قال تعالى: ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم.
القسوة: قال تعالى: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.
الموت: قال تعالى: أو من كان ميتاً فأحيينـاه.
الران: قال تعالى: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
تفسير القرطبي 1/130
حكم ومواعظ
الأنس بالله
قال ابن القيم: الأنس بالله حالة وجدانية تقوى بثلاثة أشياء :دوام الذكر، وصدق المحبة، وإحسان العمل .
مدارج السالكين: 3/95
حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء
أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك، فإنك تعاقب بتقليب القلب.
قال تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
والثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه.
قال تعالى: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ).
علاج نافع لأمراض النفس
قال ابن القيم: من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ، استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً من تأخير أجله حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة، ولا سيما إذا أعقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم، حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك.
الروح ص: 79
قال ابن تيمية :
من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام بعقله، وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم، والحلاوة والهدى، وشفاء القلوب، والبركة، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام، لا نظماً، ولا نثراً.
اقتضاء الصراط المستقيم
حلاوة العبادة
قال العابد أحمد بن حرب : عبدت الله خمسين سنة فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء :
تركت رضى الناس حتى قـدرت أن أتكلم بالحق .
وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين .
وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة.
السير: 11/34
من أعظم الأشياء ضرراً على العبد
قال ابن القيم: من أعظم الأشياء ضرراً على العبد بطالته وفراغه، فإن النفس لا تقعد فارغـة، بل إن لم تشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ولابد.
طريق الهجرتين 281