قال معهد سياسي أمريكي تموله الحكومة الأمريكية أنه يقوم حاليا بتدريب نشطاء وسياسيين مصريين وتونسيين لمواكبة التغييرات السياسية في البلدين العربيين استعداد للانتخابات القادمة.
حيث أفاد “المعهد القومي الديمقراطي” الممول من الحكومة الأمريكية مباشرة، أنه جلب مسئولين وسياسيين أجانب مقربين من واشنطن إلى مصر “في سلسلة من الاستشارات مع قادة سياسيين مصريين ومع نشطاء مدنيين حول التغييرات السياسية” في البلد العربي وذلك بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ووفق الوثيقة فإن الولايات المتحدة رتبت لزيارة حلفاء لها من بولندا وأندونيسيا إلى القاهرة لتعليم النشطاء وبعض السياسيين المصريين كيفية التحرك السياسي في الفترة القادمة والمتوقع فيها تنافس بين القوى الموالية للغرب وبعض الأحزاب الإسلامية والأحزاب القومية.
وذكرت الوثيقة أن زيارات أخرى قام برعايتها المعهد لمسئولين من الصرب ومن رومانيا ومن تشيلي لتعليم النشطاء المصريين تجارب تلك الدول في التحول إلى النموذج الغربي للديمقراطية!!
وقال المعهد في وثيقة له: أن من هؤلاء السياسيين الأجانب الذين زاروا مصر للقاء الأحزاب المصرية وزير الدفاع البولندي وعضو جبهة التضامن البولندية الموالية لواشنطن جانوسيز أونشيكفيتز ومنهم كذلك الجنرال الأندونيسي المتقاعد أجوس ودجوجو.
وذكرت الوثيقة أن النقاشات: “تركزت على كيفية تحضير منظمات المعارضة للانتخابات في وقت سريع؛ وكيفية تعليمهم طرق التغلب على خلافاتهم وانقساماتهم الداخلية؛ ثم كيفية التحرك في فترة انتقالية يتم توجيهها من قبل العسكريين بدون مشاركات كبيرة من الشعب”.
وشرحت الوثيقة التي لم تذكر أسماء الأحزاب أو النشطاء المستفيدين من التمويل الأمريكي أو توقيتات التدريب أن المعهد القومي الديمقراطي “يساعد في تطوير مهارات واستراتيجيات للحملات الانتخابية وطرق جديدة للحملات؛ مثل التحرك من بيت إلى بيت، ومنزل إلى منزل وهي الأساليب التي كان يقاومها ويرفضها النشطاء المصريون في السابق”.
كما كشفت الوثيقة الصادرة عن المعهد القومي الديمقراطي أن المعهد “يعمل مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة الإصلاحات الانتخابية المطلوبة”.
ونقل المعهد، الذي مقره العاصمة الأمريكية واشنطن، عن سيرجيو بيتار، وهو سياسي من دولة تشيلي قوله أنه التقى بالقادة الشباب الذين اشتركوا في المظاهرات التي أطاحت بالرئيس مبارك علاوة على قادة لبعض الأحزاب المصرية.
يذكر أن المعهد تموله الإدارة الأمريكية ويتلقى أموالا من هيئة المعونة الأمريكية ووزراة الخارجية.
وعن تونس قال المعهد في وثيقته أن أنشطته في شمال أفريقيا: “المعهد القومي الديمقراطي بدأ في جولة ثانية من الأبحاث ليدرس ما هي رؤية التونسيين للأحزاب السياسية، وما هي أكثر القضايا التي تقلق المواطنين هناك.”
وأضاف المعهد :”في حين تستعد تونس لأول انتخابات ديمقراطية لها لأكثر من 20 عاما حدد موعدها في 24 يوليو فإن المعهد سيقوم بإطلاع الأحزاب على نتائج أبحاثه لمساعدتهم في كتابة سياستهم واستراتيجيات الحملات لمواجهة احتياجات التونسيين”.
وقال المعهد أنه جلب سياسيين من دول مثل بلغاريا والمجر والبرتغال للتشاور مع الأحزاب التونسية قبيل الانتخابات ويرى كثير من الخبراء أن هذه التدريبات ستكون لمواجهة التيارات الإسلامية وكذا القومية.
وهذا ما يؤكد استمرار خطر الاختراق الأجنبي للدول العربية والإسلامية وسعيه إلى إجهاض كل محاولة إصلاح داخل هذه الدول؛ واستغلال الأوضاع والمستجدات لصالحه، الأمر الذي يستوجب وعيا عميقا وخطة رشيدة للخروج من عنق الزجاجة؛ وتجاوز المرحلة واستغلال الوضع الحالي لصالح الشعوب العربية المسلمة.