القناة الثانية و(الإجهاض)
أعدت القناة الثانية M2 روبرتاجا حول موضوع الإجهاض والدعوة إلى إباحته بثته في أخبار الظهيرة؛ حاولت كعادتها اللعب على الوثر العاطفي للمغاربة والتأثير على الرأي العام ودفعه إلى قبول تقنين إباحة الإجهاض.
وعملت القناة على تصوير الدكتور شفيق الشرايبي رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري بالرجل الشجاع الذي تحدى الصعاب وكسر الطابوهات، واختارت من ارتسامات الشارع المغربي ما يخدم طرحها وتوجهها، علما أن معظم المغاربة كما لا يخفى على أحد يرفضون الإجهاض لأنه محرم شرعا وإزهاق نفس بغير حق.
ولم تكلف القناة نفسها أن تنقل ولو شهادة واحدة لمواطن مغربي يرفض إباحة الإجهاض. علما أن قناة ميدي 1 تي في حين خصصت برنامج بدون حرج للموضوع ذاته واستقت آراء الشارع المغربي؛ جاءت معظم التصريحات شاجبة لدعوة إباحة الإجهاض لأنه: محرم شرعا.
القناة الثانية و(الفتوى)
خصصت القناة الثانية إحدى حلقات برنامج تحقيق لموضوع الفتاوى الدينية؛ و”تناسل ظاهرة الفتاوى عبر الفضائيات والمواقع الإليكترونية وتأثيرها على المتلقي” والسبيل إلى تحصين الفتوى باعتبارها من أسس مقومات الشأن الديني بهدف ضبطها تصورا ومنهجا ومرجعية!!
ومن ضمن من استضافتهم القناة لمناقشة الظاهرة المحامي مراد بكوري؛ والكاتبة السابقة بمجلة نيشان العلمانية التي أعلنت إفلاسها سناء عاجي.
ولحد الساعة لم نستوعب بعد المعيار المعتبر عند منابرنا الإعلامية لاختيار ضيوفها؛ على اعتبار أن سناء عاجي كاتبة مغمورة ظلت لمدة تخربش على صفحات مجلة نيشان وتسعى بكد وعناء إلى هدم منظومة القيم والأخلاق وطمس معالم الهوية الإسلامية.
فبأي معيار تعطى الفرصة للحديث في موضوع عظيم من قبيل الفتوى لكاتبة تتبجح بحبها للجنس والرجال؛ وتزعم أنها “عاشت لسنوات بوهم وفكرة خاطئة مفادها أن العلاقات الجنسية في الإسلام حرام شرعا، ما لم يسمح بها عدل محترم يخط ورقة رسمية تعطي لرجل وامرأة الحق في التمتع بملذات الجسد”، (نيشان عددها 187 بتاريخ 6-12 فبراير 2009).
فهل من هذا حاله مؤهل للكلام في الفتوى أم يجب أن تستصدر في حقه فتوى؟!
أما المحامي مراد بكوري فمعروف توجهه من خلال ما يخطه على يومية “الأحداث” وكذا من خلال موقفه من ملف دور القرآن الكريم، ورفعه دعوى ضده الدكتور محمد المغراوي بدعوى التغرير بالقاصرات!! -زعموا-.
فهل هذه هي الطريقة الناجعة لمعالجة موضوع يهم كل مغربي في قناة عمومية، وهل هؤلاء الضيوف ذوي المرجعية العلمانية هم المؤهلين للحديث حول ذلك؟
القناة الثانية و(الشذوذ)
يتساءل كل متتبع للقناة الثانية عن الأسباب التي تدفع القناة إلى الاهتمام ببعض المواضيع التي هي من قبيل ما يخالف الفطرة والعقل، ويدعو إلى هدم الأخلاق والقيم، وينشر الرذيلة، محاولة منها تطبيعها داخل المجتمع المغربي..، وهذا الأمر يبدو واضحا من خلال تسويق وجوه أمثال عبد الله الطايع الشاذ جنسيا الذي يحلو له أن يحكي مغامراته الجنسية مع بني جنسه من الذكور، ويحكي ما مورس عليه من جنس في صغره، وتقديمه أديبا للجمهور المغربي، علما أن هذا الشاذ سافر إلى فرنسا هروبا من القيود الدينية والمجتمعية التي تحرمه من ممارسة شذوذه، حيث احتفت به كبريات دور النشر الفرنسية والتي اعتبرته من النخب المتنورة لكونه: (كسر طابو الشذوذ واستطاع الجهر به)!!
والسؤال المطروح لماذا يتم استقبال مثل هذا الشاذ على قناة من قنواتنا الوطنية؟
أليس هذا الظهور الإعلامي لهذا الشاذ والاحتفاء بأدبه فيه تشجيع له ولأمثاله؛ وتطبيع صريح للمقاربة العلمانية في تصريف الشهوة المتناقضة لأحكام الشريعة جملة وتفصيلا؟!
القناة الثانية و(الحجاب الشرعي)
حين ارتأت القناة الثانية مناقشة موضوع الحجاب اختارت ضيوفا لبرنامجها باحثين يتبنون الموقف العلماني اتجاه هذه الشعيرة، في حين غيبت علماء الدين والشريعة، الذين يدخل الحجاب في صميم اختصاصهم، وذلك لترسخ لدى المغاربة المسلمين أن الحجاب ظاهرة اجتماعية لا علاقة للدين بها.
هذا ما حاول مُعِد التحقيق أن يقنع به المشاهدين منذ البداية، موهما إياهم أن الحجاب دخيل على مجتمعنا المغربي وما هو إلا سلوك اجتماعي، وذلك عند تقديمه لمداخلة الدكتور الديالمي، قال المعلق: “الدكتور عبد الصمد الديالمي الباحث السوسيولوجي يرى وفق دراسة أنجزها حول ظاهرة الحجاب تتداخل فيها معطيات ترتبط بما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي وجغرافي ونفسي يرى أن الظاهرة غير سابقة في العمق بخلاف منظور البعض”.
إن استغلال مثل هذه الدراسات المستغربة التي تتبنى المناهج المادية الغربية في دراسة المجتمع لا يتصور منها ربط تصرفات الأفراد بالوازع الديني والعقدي، لأنها لا تعتبر ارتداء الحجاب وباقي الممارسات الدينية تشريعا ربانيا، بل تعدها شأنا فرديا يبتكره الإنسان ويلزم نفسه به، كما يقول “دوركايم” عالم الإجتماع اليهودي، ومعد التحقيق لم يخرج عن هذه النظرة عندما قال في تضاعيف تقديمه لبوهندي: “الدكتور مصطفى بوهندي عالم الأديان المقارنة لا يختلف في منظوره عن عالم الاجتماع الدكتور عبد الصمد الديالمي، كلاهما ينظر لمسألة الحجاب كظاهرة مرتبطة بعوامل اجتماعية وثقافية معتبرا الحجاب تمظهرا سلوكيا نسبيا يتغير باختلاف الفضاءات والأمكنة”.
ولم يكتف مُعِدّو البرنامج بإنكار الحجاب بل سلبوا مَن يرتديه مِن حقه وحريته الشخصية، مخالفين لعقيدتهم في تقديس الحرية الشخصية ولو تعلقت بالشذوذ والسحاق، وذلك من خلال توجيه المعلق لفهم المشاهدين لكلام المؤيدين للحجاب حيث قال:”يملك المتحمسون لهذا اللباس أجوبة جاهزة تبدو في ظاهرها مفحمة لأنها تتعلق بالحرية الشخصية، لكن السؤال المؤرق أين الدين من ذلك؟”.
إن موقف القناة الثانية من الحجاب واستضافتها لأدعياء البحث والعلم من العلمانيين أمثال بوهندي الذي خصص كتابا لسب الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، والمنكرين لكل تطبيقٍ للشريعة الإسلامية، يندرج في محاولة القناة إحلال الباحث والمثقف العلماني بديلا عن العالم والفقيه في نفوس المغاربة، وهذا واضح من خلال تدخلات بوهندي في نسخ كل حق ذكره مَن دافع عن الحجاب من المواطنين في البرنامج، أو في تأكيد كل باطل تم ذكره في هذا التحقيق من طرف المناهضين لتلك الشعيرة.
القناة الثانية و(التطبيع مع الصهاينة)
بثت القناة الثانية العديد من البرامج والأفلام التي تخدم مشروع التطبيع مع الصهاينة؛ سفاكي الدماء وقتلة الأبرياء؛ وكان آخر مشاريع القناة في هذا المجال بثها في شهر أبريل المنصرم فلما وثائقيا بعنوان: (تنغير-القدس: أصداء الملاح)؛ الذي سبق وعرض في شهر مارس بنيويورك في الدورة 16 لمهرجان أفلام “السفارديم” لمخرج مغمور اسمه كمال هشكار مغربي يحمل الجنسية الفرنسية.
وفي خطوة استفزازية اختارت القناة يوم ذكرى مجزرة (دير ياسين) لبث هذا العمل التطبيعي؛ ضاربة بعض الحائط مشاعر عموم الشعب المغربي؛ وقبل ذلك مئات آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والأبرياء العزل.
وكرس المخرج انحيازه إلى الصهيونية بإقصائه المؤرخين العرب عموما المغاربة خصوصا، تحاشيا منه إظهار وجه اليهود الحقيقي الذين كان لهم دور مهم في احتلال المغرب وسقوط الخلافة العثمانية ونشوب الحروب الكونية وغيرها من المعضلات في العالم.
وفي الأخير نتساءل لماذا قامت هذه القناة العمومية ببث هذا الفيلم المشبوه؛ المحتفى به في مهرجان مدعوم من طرف الصهيونية العالمية في نيويورك، في الوقت الذي ندد ملايين المغاربة المناهضين لتهويد القدس، وعبر الرأي العام عن شجبه مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية الذي احتضنته الرباط بمشاركة “إسرائيلية”.
فلمصلحة من تعمل هذه القناة وأي مشروع تسعى إلى تطبيعه في هذا البلد؟
القناة الثانية و(المسلسلات المكسيكية)
تبث قنوات القطب الإعلامي العمومي يوميا العشرات من المسلسلات التي تنتمي إلى جنسيات متعددة (مكسيكية؛ تركية؛ كولومبية؛ كورية..)؛ وفي سبيل الرقي بذوق المشاهد المغربي!! وتسريع تمرير القيم والأعراف والعقائد السائدة في هاته المجتمعات!! وانتهاج سياسة القرب!! قام المشرفون على القناة الثانية بترجمة المسلسلات التي تبثها القناة إلى الدارجة المغربية، ولا تسل أيها القارئ الكريم عن تكلفة الترجمة التي ساهمت بدورها في تعميق الأزمة المالية للقناة.
ولا أظن أحدا تخفى عليه خطورة هاته المسلسلات؛ وما تمرره من عقائد وقيم وأخلاق، حتى يخيل للناظر إليها أنه جالس في حانة ليلية رفقة عاهرات أو بنات ليل؛ فمعظم جسد الممثلات المكسيكيات أو التركيات أو الكولمبيات.. عار تماما؛ بل مزين بما يثير الشهوة ويسعرها، ولا تسأل عما يتخلل كل حلقة من مشاهد القُبَل الحارَّة؛ واللقطات الحميمية على الفراش؛ وشرب الخمور؛ وتعليق الصليب؛ والاستنجاد بالرب (عيسى) والصلاة في الكنيسة…
والغريب في الأمر أن الإخلال العلني بالحياء والعري والفساد والخيانة الزوجية.. وغيرها من المسائل والأمور التي تطبعها هذه المسلسلات والأعمال؛ كلها جرائم يعاقب عليها القانون المغربي؛ وهي جرائم منصوص على عقوبتها في الفرع السادس من الباب الثامن من القانون الجنائي تحت عنوان (في انتهاك الآداب)، إلا أن المفسدين المسيطرين على القطب الإعلامي العمومي يطبعون (قلة الحياء)؛ والعري؛ والفساد؛ والخيانة الزوجة في المجتمع؛ أمام مرأى ومسمع الجميع؛ ويتملصون -دون حسيب ولا رقيب- مما أشار إليه دفتر التحملات من “ضرورة مساهمة هذا القطاع في تهذيب ذوق المشاهد والرفع به”!!.
مسابقات الخزي (استوديو 2M)
من مسابقات الخزي والعار التي تبدد فيها الأموال بغير موجب حق، وتدفع الشباب إلى الانحراف وترسم لهم نماذج منحطة وسافلة، وتشوه سمعة المغرب في الشرق والغرب، وتجعل من هذا البلد ماخورا من مواخير الرذيلة والفساد، وقبلة للمهوسين والمرضى جنسيا، مسابقة “استوديو دوزيم” التي تنظمها القناة الثانية.
فالقناة تحشد إمكانات مالية كبيرة موارد بشرية ضخمة حرصا منها على التتفيه -عفوا- الترفيه؛ وأي ترفيه؛ ففي الدورة الثانية -مثلا- من هذه المسابقة أعدت القناة 17 شاشة كبيرة أقيمت في الساحات العمومية في الدار البيضاء والرباط والجديدة ومكناس وفاس وطنجة، تطوان ووجدة ومراكش وأﯕـادير وبني ملال والمحمدية وتازة والسعيدية وتاونات والعيون والداخلة.
كل ذلك ليتابع المشاهدون الحفل النهائي للمسابقة عبر هذه الشاشات، وشدت القناة الرحال إلى خارج أرض الوطن فجابت أوروبا وكندا وغيرهما قصد البحث عن الأصوات الجديدة الواعدة -على حد زعمهم- ووفرت للمؤهلين إلى الإقصائيات متخصصين في تقنيات الصوت والأداء والاستعداد النفسي والتعبير الجسدي..!!
وعلاوة على الجوائز المادية للمتبارين أخذت القناة على عاتقها إنتاج أغان و”كليبات” للفائزين الثلاثة.
والهدف من هذا التبذير والمسخ السلوكي هو: تعزيز سياسة القرب إزاء المشاهدين عبر إنتاج برامج مبتكرة يجمع على جدتها وجودتها ملايين المغاربة من جهة، ومن جهة أخرى اكتشاف المواهب الكبرى والكفاءات العالية الخفية بروح من الحماس والمتعة، -كما صرح أحد مسؤولي القناة-.
إن الإنسان له لو أعمل ذرة واحدة من عقله لاكتشف أن النتيجة الأساسية والرئيسة لهذه البرامج هي إشاعة الفاحشة في المغاربة؛ وترسيم قيم ونماذج شاذة عن ثقافتنا، وصرف أموال الشعب فيما لا يجدي بل فيما يضر ويؤذي.
نساء شبه عاريات كاشفات لمعظم أجسادهن؛ ورقص هستيري وعناق وقبلات حميمية واختلاط بين الجنسين؛ وتشجيع لهم على كسر حواجز الأخلاق، وتغطية مباشرة لكل هذا الفساد على مدار ساعات طويلة.
هذه هي الهوية التي يدافع عنها مسؤولو القناة الثانية.